أعلم جيدا ما تواجهه الشرطة من مصاعب فى حربها العنيفة مع الإرهاب وأقدر مع الشعب المصرى تضحيات رجال الشرطة وما يدفعنى للكتابة إليك هو أن إستديوهات المقطم الخاصة ببث إرسال قناة النيل الثقافية التابعة لقطاع المتخصصة بماسبيرو لا توجد بها حراسات مسلحة من جانبكم لا خارجها ولا حولها ولا بداخلها !...وهى إستديوهات إعتاد طيور الظلام من تيار الإسلام السياسى إرتيادها طوال فترة حكم المعزول كضيوف ثقال بأوامر مباشرة من وزيره الإخوانى المتهم حاليا ! كما لا يغيب عن علمكم أن ماسبيرو به عددا أنت أدرى به من الإخوان ومن لف لفهم من معدين ومخرجين ومقدمى برامج وفنيين وإداريين وهم يعلمون جيدا مداخل ومخارج الإستديو ! ولما كانوا يمرون بحالة من الإحباط واليأس الشديدين بعد أن لفظهم الشعب وواجهت الشرطة والجيش إرهابهم فأنهم لن يتورعوا عن إرتكاب أى حماقات ...ولأننا يجب أن نعلى من شأن الأمن الوقائى ونتحسب للكارثة قبل لا بعد حدوثها فأننى أهيب بك التدخل لتوفير حراسة فورية للإعلاميين والموظفيين والإداريين ولموظفى الأمن المخلصين بهذا المكان والذين لا يملكون حتى عصا واحدة للدفاع عن أنفسهم وعنا ...وقد تتسائل سيادتكم لماذا لا أتوجه بهذا الطلب للمسئولين فى ماسبيرو والإجابة سيادة الوزير أن ذلك قد حدث بالفعل ومنذ عدة شهور وتوجهت لوزيرة الإعلام ولرئيس الإتحاد ولمدير أمن ماسبيرو بمذكرات توضيحية تشرح الخطر الوشيك والإرهاب المحتمل ولكن حتى الأن لم يحدث أى تغيير ولا أدرى السبب وأقدر طبعا أن الشرطة توزع جهدها فى ربوع الوطن فى مواجهه مصيرية مع الإرهاب ..وولكنى أعتقد أن توفير حراسة محدودة لن يبعثر جهودكم كثيرا بل سيترك أطيب الأثر فى نفوسنا كإعلاميين وموظفيين وإداريين وحتى نستطيع أن نقوم بمهام عملنا دون قلق ودون تشتت ودون خوف ... أن حكومة د. الببلاوى مطالبة بزيادة أعداد العاملين بالشرطة وتطوير تسليحهم وفق منظومة متكاملة تعلى من شأن حقوق الإنسان كما أتمنى أن يتم إستبعاد العناصر الإخوانية التى ألتحقت بالجهاز فترة حكم مرسى حتى لا تكون شوكة فى ظهر الداخلية وطابورا خامسا قادرا على إفشاء أسرار الأمن الوطنى وسندا للإرهاب وللفكر المتطرف بشكل عام ...أن صورة رجل الشرطة لابد وأن تتبدل واذا لم تنتهز الداخلية الفرصة التاريخية السانحة الأن لتقوم بنفسها بإعادة فلسفة الجهاز وتطوير أدواته فأننا كشعب ومجتمع سنخسر الكثير ..هذا التوحد الوطنى الرائع بين الشعب و الجيش والشرطة يمكن أن يحلق بنا بعيدا شريطة تعديل المناهج الدراسية والفلسفة الفكرية وتغيير أنماط السلوك لدى البعض داخل الجهاز ..وليس هذا بكثير أن سقوط شهداء من الشرطة فى معركة مصر مع الإرهاب أحدث نقلة نوعية فى نظرة رجل الشارع لرجل الشرطة وكشفت أسرار موقعة الجمل وإقتحام السجون وأقسام الشرطة عن الطرف الثالث الذى حاول إفساد علاقة الشعب بالشرطة وتعميق الهوة..وبانت الحقيقة....ولهذا فأن الضرب بيد من حديد على الإرهاب لابد وأن يقابله تعاملا حضاريا على أعلى مستوى مع كل مظاهر التعبير السلمى وممارسة الديمقراطية والحريات التى أنتزعت بدماء شهداء ثورة 25 يناير وموجتها المصححة فى 30 يونيو فالحرية ليست هبة من أحد وعلينا جميعا أن نحافظ على مستقبل أولادنا وحرياتنا بحماية الحقوق وتأمين المواطنيين المسالمين وحفظ أرواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم والأهم حفظ كرامتهم وحقوقهم الدستورية والقانونية ..لقد كتب عليك مهمة شاقة وتعرضت حياتك للخطر الرهيب ولكن الله ستر ولانريد مزيدا من الخسائر والشهداء لا فى صفوف المدنيين المسالمين ولا صفوف الشرطة ولا الجيش طبعا ..لهذا عليك كوزير للداخلية مسئولية تاريخية تتطلب منك تغيير الشخوص والسياسات وتطوير جهاز الشرطة الذى هو جهاز لكل المصريين . ..أتصور أنك اذا قرأت مقالى هذا فلن تتردد عن إتخاذ ما يمليه عليك ضميرك لتحمى فئة من أهل مصر الشرفاء . خبير إعلامى [email protected]