30 يونيو انقلاب عسكرى.. والجيش انحاز لمتظاهري التحرير محاولة اغتيال وزير الداخلية "شغل مخابرات".. ولايوجد فى مصر إرهاب حملة كمل جميلك "زفة عروسة".. والشعب المصري يصنع الفرعون السفير إبراهيم يسرى رئيس جبهة الضمير الوطنى، مناضل وطنى كبير، وقف علانية فى وجه نظام مبارك بكل جبروته، لإنصاف المصريين، ونيل حقوقهم، وحقق انتصارات.. وبعد تولى الرئيس المعزول محمد مرسى الحكم، فوجئ الجميع به، يترأس "جبهة الضمير" المناهضة للمعارضة، ويدافع عن مرسى وجماعته بكل قوة، في مواجهة "جبهة الإنقاذ". كانت "المشهد" قد أجرت معه حواراً مطولاً قبل ثورة يونيو للوقوف على التغييرات المفاجئة في تاريخ المناضل، وتفسيراً لمواقفه التى أثارت التساؤلات. حاورناه مجدداً بكل جرأة، وأجاب بكل صراحة، حول التساؤلات التى تشغل الرأى العام حول الأحداث الحالية، وسر مساندته لما يصفه ب "الشرعية"، وجماعة الإخوان حتى الآن، بعد ثورة عظيمة أطاحت بمرسى وجماعته.. وإلى التفاصيل: - ما رأيك فى فاعليات 30 يونيو؟ أنا اتحفظ على وسيلة الغوغائية فى السياسة، وما حدث فى مصر حرب الغوغائيات من الأطراف كلها، عن طريق الحشد، فنجد أن من كان يحشد مليونية هو الطرف المنتصر، بينما قواعد الديمقراطية وآلياتها لم تستخدم، وإنما إخترعنا "الشرعية الشعبية"، والتى لاتوجد فى دولة الدستور والقانون، فى ظل وجود رئيس منتخب وحكومة، وبرلمان كان من المفترض أن ينتخب بعد شهرين. - ألا ترى أن ماحدث فى يونيو ثورة شعبية؟ لا، ما حدث فى يونيو لم يكن ثورة شعبية، إنما كان خروجا علي الديمقراطية، والشرعية التى جاء عبر صندوق الإنتخابات، تعبيراً عن إرادة الشعب بصورة شفافة ونزيهة. - تعنى أن ماحدث انقلاباً وليس ثورة شعبية؟ نعم، ماحدث انقلاب، انقلاب، انقلاب، ولا توجد دولة فى الدنيا تقوم بثورة كل سنة، وتغير رئيسا وبرلمانا وحكومة. - ألا ترى أن ما فعلته القوات المسلحة فى 30 يونيو انحيازاً لإرادة الشعب؟ اسأل على الحجار الذى يغنى "انتو شعب، واحنا شعب".. القوات المسلحة لم تنحاز لإرادة الشعب، وإنما انحازت لفصيل على حساب الآخر، فقد قامت بانقلاب من أجل شعب التحرير، على حساب بقية الشعب المصرى. - كيف رأيت جماعة الإخوان بعد عزل الرئيس مرسى؟ جماعة الإخوان الآن فى السجون، وأنا لا أريد أن أتحدث عن أحد فى السجن، إنما كانت لهم أخطاء فى الحكم وفى التنظيم. - حدثنا عن هذه الأخطاء؟ لم تكن جماعة الإخوان تفهم معنى الديمقراطية بكل معانيها، ولم تفهمها المعارضة أيضاً، فكان كل فريق يخطئ أخطاء فادحة، ولا يلتزم بآليات الديمقراطية، والتى رصدتها الإنسانية منذ 7 آلاف سنة، وهو اللجوء للصندوق. - حركة اغتيالات وعمليات إرهابية، وإرباك للأمن، ألا ترى أن الإخوان عليهم المسئولية؟ هذه حكايات لا أعتقد أنها جادة، ومحاولة اغتيال وزير الداخلية لم أقتنع بها، فهى مفبركة، وجهاز المخابرات له خبرة عالية المستوى، اختلاق الكثير من الأموربالنسبة للإرهاب، فأنا لا أعترف بالإرهاب فى مصر. وأتذكر عندما حدثت مظاهرات فى الجزائر، وصفها وزير الداخلية المصرى وقتها بالإرهاب، فاعترضت على ذلك الوصف، وأرسلت تقريراً للرئيس المخلوع حسنى مبارك تحت عنوان "ثورة من أجل استعادة عروبة الجزائر"، وقلت له: "من فضلك متخليش وزير داخليتك يصف ما يحدث فى الجزائر بأنه إرهاب". - هل حزنت على عزل مرسى؟ "نعم حزنت على عزل مرسى، وأعترض على ما حدث، ولا أعتقد أن أحد يعزل الرئيس المنتخب، والذى جاء عبر الصندوق بطريقة ديمقراطية، والشعب لم يسحب الشرعية، الذى يسحبها هو الانتخابات عن طريق الصندوق، إنما الشعب مزيف". - ما هو سر مساندتك لجماعة الإخوان، والشرعية التى سحبها الشعب من الرئيس المعزول فى 30 يونيو؟ لم أساندهم، ولم أنضم إليهم، ولديَّ نظرة مختلفة تماماً فى الخطاب الدينى، ولكنى احترم الشرعية، لأنى رجل قانون. - "خنق مصر" هى الورقة الأخيرة التى باتت تستخدمها الإخوان عن طريق تعطيل الحياة، وإرباك قوات الأمن.. ما رأيك؟ انسوا الإخوان، الإخوان فى السجن، الشعب يريد هذا، ولكن ما يحدث نغمة اسمها الإخوان، فمن يتظاهر، ويطالب بعودة الشرعية هو الشعب المصرى بكل فئاته وطوائفه، دفاعاً عن مصر وحريته واستقلاله والشرعية. وفشل حكومة الانقلابيين الاقتصادى والأمنى هو الذى أدى إلى نزول المصريين للتظاهر والمطالبة بعودة الشرعية، لأن استمرارها سيؤدى إلى خراب مصر وتدميرها، وتهديد أمنها القومى. وما بدر من مدير أمن المنيا، من تعليماته، لقوات الأمن بإطلاق النار مباشرة فى صدر من يتعرض لهم، ولم يُحاسب على هذه التصريحات المتعمدة، فهذا خير دليل على انه لايوجد فى مصر حكومة، ولا نظام من الأساس، فلابد من محاكمته. - ما رأيك فى أداء الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور؟ ليس له أداء، فهو مؤقت، فلا يحكم على أداء المؤقت، فليس له سلطة فعلية. - من يحكم مصرالآن من وجهة نظرك؟ الذى يحكم مصر هو الجيش، وليس الرئيس المؤقت ولا الحكومة المؤقتة. - ما رأيك فى أداء رئيس الوزراء حازم الببلاوى؟ الحكومة المؤقتة لم أعترف بها، ولا أعترف بالرئيس، ولا لجنة الخمسين، الجميع بنيان لن يصمد وسينهار، لأنه غير دستورى. - مواقف الغرب كانت متباينة تجاه ثورة يونيو.. كيف رأيتها؟ الجميع ليس من صالحه أن تقوم مصر، وترفع رأسها، لا تثق فى العرب ولا الغرب ولا أمريكا، إنما هم يريدون مصر خاضعة، ومنكسرة، ولكن لو قامت مصر، لقامت الأمة العربية. - "كمل جميلك" حملة تهدف لجمع 30 مليون توكيل لترشيح السيسى رئيساً لمصر.. ما رأيك؟ هذه عملية "زفة العروسة"، ونفاق، وما يحدث مع السيسى من حملة "كمل جميلك" وغيرها، حدث مع جمال عبد الناصر وحسنى مبارك وأنورالسادات، والشعب المصرى هو الذى يصنع الفرعون. - ما هى رسالتك للشعب المصرى؟ رسالتى للشعب المصرى أن يعود للشرعية والديمقراطية، وصندوق الانتخابات، الذى يضمن الحرية والنزاهة.. فالشعب هو مصدر السلطات، والأمة تعلو على الجميع، وألا تكون فى الدولة سلطة أو مؤسسة تعلو على الدولة، وتكون مقيدة للحريات والديمقراطية، وشرعية الشعب التى يختارها، فهو الذى يمنحها لمن يشاء، ويسحبها ممن يشاء.