صعد الإخوان المسلمون فى الدول العربية والإسلامية بعدما اكتسحوا السلطة واستحوذوا على ثمار الثورات العربية التي قامت بها الشعوب؛ للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية وحرية أكبر للتعبير والرأي، مما أدى لإدخال السفن العربية في بحر هائج، وظهور رؤساء عاجزين عن فرض سلطتهم الدستورية. وجاء رد فعل الإخوان المسلمين فى البلدان التى يتمركز فيها التنظيم تعليقًا على الأحداث المصرية وعزل الرئيس محمد مرسى رافضًا الإرادة الشعبية التى انحازت إليها القوات المسلحة المصربة، وانفعت الجماعة لتشوية صورة مصر فى الخارج وإشعال الأمور فى الداخل، واعتبرت ما حدث في 30 يونيو انقلابا عسكريا، متجاهلة خروج الشعب المصري إلى الميادين والشوارع رافضا سياسات الرئيس المعزول بعد ما تردى الوضع الاقتصادي وازدادت معاناة الشعب من مشاكل البطالة وتردى الأمن ومشكلات الطاقة. ومن جانبه قال رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، الذى يتزعم حكومة حزب العدالة والتنمية وهى منتمية إلى جماعة الإخوان المسلمين فى وقت سابق عبر حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" إن ما حدث في مصر يعرف في الأدبيات العسكرية على أنه انقلاب، وليس له أي بعد ديمقراطي على الإطلاق، ولن يكون له بعد بذلك الشكل، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط. ففي تركيا لم تتوقف حكومة حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان عن وصف ما وقع في مصر ب "الانقلاب العسكري" بالإضافة إلى أن وسائل الإعلام التركية، وخاصة إسلامية التوجهات منها، لا تنشر أي خبر عن مصر في الوقت الراهن دون أن تقرنه بنفس العبارة. ومن جانبه قال حسن الترابي الذى ترأس الإخوان فى السودان لفترة طويلة في مركز أخبار السودان، إن ما وقع في مصر يعتبر انقلابًا عسكريًا على الشرعية والسلطة الديمقراطية، التي جاءت بها انتخابات ثورة الربيع العربي، واستنكر الترابي في مؤتمر صحفي عقده بدار حزبه، عدم تجاوب المجتمع الإقليمي والدولي مع الإخوان المسلمين في مصر. وانتقد جميل منصور رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، المحسوب على تيار الإخوان المسلمين بموريتانيا الأحداث المصرية معتبرًا على حد عزمة أنه انقلاب على الديمقراطية، وقال إن الموقف الرسمي الموريتاني "متماهي" فى الأحداث. ومن جانبه أشار المراقب العام لإخوان سوريا "رياض الشقفة" في تعليقه على تطورات الأحداث في مصر إلى أنه "من الخطأ العودة لحكم العسكر مرة أخرى وأن ما حدث خطير ويؤدي إلى عدم استقرار كبير". وأوضح في تصريح صحفي أن "ما حدث بمصر خطأ وليس في صالحها"، متسائلًا: "لماذا لم يمنح "الرئيس السابق محمد مرسي" الفرصة، يفشل مرسي أو يفشل الإخوان، هذا أمر يقرره الشعب المصري عبر صناديق الاقتراع فقط"، وتابع: "نحن كإخوان سوريا اتفقنا مع الجميع على أنه بعد سقوط نظام بشار الأسد سنجري انتخابات حرة ديمقراطية ونقبل بنتائجها أيا كانت". ومن جانبها قالت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن الخميس الماضي، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني إن "الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس الشرعي المنتخب الوحيد في التاريخ المصري الحديث، وهو ما أكده عشرات الملايين من أحرار الشعب المصري الذين تظاهروا نصرة للشرعية والإرادة الحرة". وأكدت أن "هذا الانقلاب ليس نهاية المطاف؛ فالذين وقفوا مع الحق ونافحوا عنه بالكلمة والموقف قادرون على النهوض والتغيير لأن المواجهة اليوم بين إرادة الشعب العميقة في الإصلاح والتغيير وبين نزوع الأنظمة الفاسدة واتباعها نحو الاستبداد والفشل". وكشفت مصادر مطلعة في الأزهر الشريف بمصر، عن ضغوط يمارسها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين على الأزهريين في داخل البلاد وخارجها، لإنقاذ الرئيس المعزول محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان، لكن مصادر في الجماعة قالت: إن "أي تحرك ضد القيادة الحالية للأزهر نابعة من أزهريين، ولا علاقة للإخوان بها"، واستنكرت ما قالت: إنه "وقوف الأزهر ضد الرئيس مرسي". وقالت المصادر الأزهرية في حديثها لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية أمس، ولم تذكر اسمها: إن "من هذه الضغوط الدفع بفتاوى مساندة للرئيس المعزول من قيادات الجماعة والتأكيد، أن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لا يمثل المسلمين، وذلك خلال مظاهرات مؤيدي مرسي في القاهرة والمحافظات المصرية".