أرسلت مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة (RBSCL) بالجامعة الأمريكية بالقاهرة تسعة من خبرائها لتقديم المساعدة لدار الكتب المصرية لإنقاذ الكتب والوثائق التي تضررت في حريق المجمع العلمي خلال الآونة الأخيرة. هؤلاء المتطوعين، لديهم الخبرة في التعامل مع المواد النادرة والضعيفة، لتحديد الأجزاء التي يمكن إصلاحها. يقول فيليب كروم - العميد المشارك بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة - إنّ "الضرر الذي لحق بالمجمع العلمي كبير، وهو ما يمثل خسارة كبيرة للتاريخ الثقافي لمصر، ومع ذلك، فإن فريق الصيانة المحترف بالمكتبة على استعداد للتعاون عن كثب مع دار الكتب المصرية للمساعدة في ترميم تلك الكتب والوثائق التي يمكن حفظها". وفي وصفه لعملية الإنقاذ، أوضح كروم أن فرز ما يمكن اصلاحه من العناصر المفقودة بدأ بتجفيف كل شيء على الصحف والأوراق في الحديقة، ثم تصنيفها على أمل أن يعاد تجميع كتاب أو أجزائه يوما ما. "إنها عملية طويلة، متعبة وغير مشجعة، نظرا لحجم الكتب والوثائق التي احترقت"، مضيفاً أن يوم العمل تضمن ورديتان من خمس إلى ثمان ساعات ، مع اثنين أو أكثر من المتطوعين من مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة. أوضح كروم أن الكتب التي لم تحرق تمامًا أو التي احترقت سطحياً فقط قد تم فصلها عن باقي الكتب المحترقة، وقال: "هناك أمل في استعادة بعض الأشياء، وهنا تأتي القيمة الحقيقية لخبراء الكتب النادرة في مثل هذا العمل حيث يمكننا أن نكون الأكثر فائدة لدار الكتب المصرية والمجمع العلمي". وأضاف: "أتمنى أن يتم السماح لنا بأخذ الكتب إلى الحرم الجامعي بالقاهرة الجديد، حيث يمكن تنظيفها وترميمها بمساعدة موظفي معمل الحفظ". ولفت كروم إلى أهمية حفظ الوثائق رقميا: "هذه التجربة ليست فقط فرصة لمساعدة مكتبة زميلة وتقديم خبرة حقيقية لإنقاذ تراث مصر الثقافي، بل هي أيضا جرس إنذار لنا جميعا لنسعي إلى الاحتفاظ ببدائل رقمية من وثائقنا والمجموعات الأرشيفية الأخرى لأنها تحتوي على معلومات فريدة ليست متاحة في أي شكل آخر. وتابع "نادراً ما يكون للكتب النادرة نسخة واحدة" ولهذا يتوقع كروم أن يكون لهذه الكتب التي فقدت في هذا الحريق نسخاً في لندن أو باريس أو روما تكون قد تم نشرها في نفس الوقت، "لكن المصادر الأولية الأصلية فقدت إلى الأبد، لقد سمعت انه كان هناك كتباً ووثائق أو أجزاء من الكتب وأجزاء من الوثائق غير المنقحة من بين المقتنيات المحروقة، أشياء مثل قصص وتقارير شخصية من القرون الماضية، إذا كان هذا صحيحا فإن الخسارة فادحة". وأشار كروم إلى أن إنشاء مستودع الأرشيف الرقمي للبحوث والمجموعات الرقمية بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة تصبح الآن أكثر أهمية في ضوء الأحداث الأخيرة، ويضيف: "يتم الاحتفاظ بالوثائق إلى الأبد وبشكل آمن من خلال البدائل الرقمية الموجودة على الإنترنت أو على خوادمنا الحاسوبية، نحن بحاجة لجعل تمويل هذا المشروع أولوية قصوى حتى في خضم الأزمة الاقتصادية التي نواجهها جميعا".