أرسلت مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، تسعة من خبرائها لتقديم يد العون لدار الكتب المصرية لإنقاذ الكتب والوثائق التي تضررت في حريق المجمع العلمي خلال الفترة الأخيرة. وقال فيليب كروم العميد المشارك بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة، اليوم الثلاثاء، إن الضرر الذي لحق بالمجمع العلمي يمثل خسارة للتاريخ الثقافي لمصر، مشيرا إلى أن فريق الصيانة المحترف بالمكتبة على استعداد للتعاون عن كثب مع دار الكتب المصرية للمساعدة في ترميم تلك الكتب والوثائق التي يمكن حفظها.
ولفت كروم إلى أهمية حفظ الوثائق رقميا، مؤكدا أن هذه التجربة ليست فقط فرصة لمساعدة مكتبة صديقة وتقديم خبرة حقيقية لإنقاذ تراث مصر الثقافي، بل هي أيضا جرس إنذار للجميع لنسعى إلى الإحتفاظ ببدائل رقمية من وثائقنا والمجموعات الأرشيفية الأخرى لأنها تحتوى على معلومات فريدة ليست متاحة فى أي شكل آخر.
ورأى أنه نادرا ما يكون للكتب النادرة نسخة واحدة، متوقعا أن يكون لهذه الكتب التي فقدت في هذا الحريق نسخا في لندن أو باريس أو روما تكون قد تم نشرها في نفس الوقت، ولكن المصادر الأولية الأصلية فقدت إلى الأبد.
وأشار كروم إلى أن إنشاء مستودع الأرشيف الرقمي للبحوث والمجموعات الرقمية بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة تصبح حاليا أكثر أهمية في ضوء الأحداث الأخيرة.
وفي وصفه لعملية الإنقاذ، أوضح كروم أنه تم فرز ما يمكن إصلاحه من العناصر المفقودة من خلال البدء بتجفيف كل شيء على الصحف والأوراق في الحديقة، يليها تصنيفها على أمل أن يعاد تجميع كتاب أو أجزائه يوما ما، معتبرا أنها عملية طويلة، متعبة وغير مشجعة، نظرا لحجم الكتب والوثائق التي احترقت".
وأوضح أن الكتب التي لم تحرق تماما أو التي احترقت سطحيا فقط قد تم فصلها عن باقي الكتب المحترقة، قائلا :"هناك أمل في استعادة بعض الأشياء، وهنا تأتي القيمة الحقيقية لخبراء الكتب النادرة في مثل هذا العمل، حيث يمكننا أن نكون الأكثر فائدة لدار الكتب المصرية والمجمع العلمي".
وأعرب عن تمنيه فى أن يتم السماح للجامعة بأخذ الكتب إلى الحرم الجامعي بالقاهرة الجديدة، حيث يمكن تنظيفها وترميمها بمساعدة موظفي معمل الحفظ .
وأضاف أن يوم العمل تضمن ورديتان من خمس إلى ثمان ساعات، مع أثنين أو أكثر من المتطوعين من مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة.
يشار إلى أن المجمع العلمي هو مركز أبحاث أنشأه نابليون بونابرت بشارع القصر العيني خلال الحملة الفرنسية على مصر في القرن 18، ويضم المجمع آلاف الكتب والمخطوطات النادرة، بما في ذلك نسخة أصلية من كتاب "وصف مصر".