"إعلام الثورة".. هكذا أطلقت قناة 25 يناير على نفسها لتستمد شرعية الظهور فى وسط صحفي ظل مريدوه لسنوات يصفقون بأقلامهم للسلطة ورجالها، لتأتى ثورة ضد الفساد والمحاباة وتملق الرؤساء لتتغير الأسماء وتبقى الأحوال كما هى، فضائيات عدة تدثرت بثورة يناير والتصقت باسمها رغم أنها في الحقيقة لم ترتقِ إلى الإعلام الحكومى الذى طالما طالبنا بإصلاحه وفصله عن وجهة النظر الرسمية ليؤدى دوره فى نقل الحقائق كما هي. تعرض عبد المعطى السيد قاسم -مراسل قناة 25 يناير، إحدى القنوات التى تأسست عقب الثورة- لواقعة مؤسفة أثناء تأديته عمله فى المتابعة الإخبارية لأحداث قصر العينى يوم 2011/12/16 الماضى، فبعد إصابته فى موقع الأحداث بطلق نارى فى ساقه اليسرى من قبل قوات الجيش، وتم نقله إلى مستشفى قصر العينى القديم، وفى الطريق أبلغ إدارة القناة بتعرضه للحادث فأجابه رئيس تحرير قسم الأخبار بالجريدة بأنه سيتخذ اللازم تجاه الأمر، وبعد إجرائه عملية جراحية بساقه هاتفه مدير الأخبار بالقناة ليبلغه أنه تقدم نيابة عنه بإجازة مرضية حتى يتماثل للشفاء، وأن حقوقه محفوظة، وطالبه بعدم القلق، وأن القناة ستتخذ إجراءات قانونية تجاه ما حدث من تعدٍ عليه. فى مساء نفس اليوم ظهر الزميل قاسم فى مداخلة هاتفية على قناة الجزيرة ندد خلالها بالعنف المفرط من قبل قوات الجيش تجاه المتظاهرين وروى حقيقة الاعتداء عليه، وقال بالحرف الواحد "إن المجلس العسكرى يحمى النظام ومبارك وليس الثورة"، ليباغته فور انتهاء المداخلة محمد فتحي -مسئول قسم التنسيق بقناة "25يناير" - ويخبره أنه مفصول من العمل دون إبداء أسباب. وأوضح الزميل -فى زيارته لمقر "المشهد"-، أنه توجه للقناة بعد ذلك وبحوزته التقرير الطبى الذى يوضح نوع إصابته، لكن أمن القناة أبلغه أنه ليس من حقه الدخول بعد صدور قرار فصل بحقه، ولذلك قام بتحرير بلاغ للنائب العام رقم 22868 يطالب فيه بمعرفة أسباب الفصل وتعويضه عن الأضرار النفسية والمعنوية يبلغ ربع مليون جنيه. يذكر أنه منذ أسبوعين تعرضت الزميلة ياسمين الجيوشى -مقدمة برنامج "كل يوم" على نفس القناة- للفصل دون أسباب واضحة فى واقعة استنكرها عدد من الإعلاميين ووجهت سيل انتقادات لإدارة القناة.