حنت صحف القاهرة الصادرة صباح الخميس لعهد الرئيس السابق حسني مبارك وشكلت ما يشبه أوركسترا لترويع الناس منطلقة من تقرير بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط منسوبا لمصدر مسؤول دون أن تحدد اسمه . "مخطط إحراق مصر" كان النغمة الأساسية التي أجاد العازفون في التنويع عليها ، استخدمته صحيفة الجمهورية دون تعيلات ، وأضافت عليه عناوين أخرى تقول :"توليفة الفوضى : استفزاز الجيش سقوط القتلى .. إشعال الحرائق ، الهدف: جر البلاد لحرب أهلية ..فرض الوصاية الدولية عليها" وفي التفاصيل أن جهات أمنية سيادية رصدت تحركات واتصالات لعناصر داخلية وخارجية لتنفيذ سيناريو مخطط يوم 25 يناير المقبل من خلال قيام ثورة أخرى جديدة هدفها فقط الدخول في اشتباكات دامية مع عناصر القوات المسلحة ، ويقوم المخطط على استدراج الشباب الطاهر والخاسرون في الانتخابات على حد قول الجمهورية نقلا عن المصدر المجهل. صحيفة "الأخبار" سارت على نفس القضبان وعنونت "الجيش يعلن عن مخطط لإسقاط الدولة .. رصد اتصالات مع جهات خارجية للتحريض على الاشتباك مع القوات المسلحة والتمهيد لتدخل أجنبي .. القوى السياسية تشكك وتطلب إعلان أسماء أصحاب المخطط" وعلى الصفحة الثالثة "كشف مخطط لإشعال حرب أهلية يوم 25 يناير القادم". وسارت صحيفة الدستور ضمن الصف الأول من كورال التخويف. صحيفة الأهرام كانت الأكثر رزانة بين الصحف القومية واكتفت بنشر الخبر على 4 أعمدة بعنوان هاديء . وفعلت المصري اليوم نفس الشيء عبر عنوان يقول :"مخطط لإشعال البلاد وإسقاط الدولة يوم 25 يناير " وشفعت ذلك بتقرير نشر على الصفحة الأولى يقول معلقا على الخبر .. "وخبراء : عودة للأساليب القديمة ومحاولة إثارة الفزع".، وأهملت الصفحة الأولى ل" الشروق" الخبر في صفحتها الأولى مكتفية بنشره على 3 أعمدة في صفحتها الثالثة. التحرير تساءلت في عنوانها الرئيسي : " هل يستعد العسكري لإطلاق الرصاصة الأخيرة على الثورة" أما العناوين التي تلته فهي : مصادر سيادية على طريقة العادلي : هناك مخطط لإشعال مصر يوم 25 يناير – عبد الحميد : الهدف إجهاض احتفالات المصريين .. جاد : نفس عقلية مبارك – شكر : لترويع الثوار – قطري : تضليل للرأي العام. أما الوفد فقد ذهبت لما هو أبعد فاختارت عناوين مركبة هي " انقسام العسكري حول تسليم السلطة .. والإسلاميون يهددون بحمايته بالدم" .. " وبدأ العد التنازلي لسيناريو الجزائر " وفي التفاصيل نكتشف تضاربا فقد أفردت الصحيفة صفحتها الثانية عشرة لتحقيق ..بعنوان " العسكريون يهددون بحماية العسكر بالدم – عبد الماجد سنحمي مصر من البلطجية وندافع عن الشرعية .. دربالة : نقف مع العسكري ولن نسمح بتسليم السلطة لمجلس رئاسي" ، أما الصفحة الخامسة فقد حملت تقريرا بعنوان " مخاوف من سيناريو الجزائر بعد صعود التيارات الإسلامية – خطة الانقلاب على الديمقراطية".