أكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني الدكتور محمود الهباش أنه تجرى حاليا اتصالات مكثفة وعاجلة مع عدة جهات عربية ودولية لوضعها فى صورة الوضع الكارثى الذي تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة مدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك جراء الاعتداءات العنصرية خاصة من قبل المتطرفين اليهود وبمساندة حكومة الاحتلال. وقال الهباش في حوار خاص للمشهد: لقد بدأنا اليوم بمخاطبة جميع وزراء الأوقاف والشؤون الدينية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية ووجهنا لهم دعوة عاجلة لعقد اجتماع طارئ وعاجل تحت مظلة الجامعة لبحث الوضع الحالي وسرعة التدخل لإنقاذ المقدسات الإسلامية والمسيحية وخاصة المسجد الأقصى المبارك. وأعرب الوزير عن أمله ان يكون هناك تحرك عملي وأن يتم الاستجابة لطلب الاجتماع، معربا عن اسفه الشديد أنه سبق منذ عامين المطالبة بعقد هذا الاجتماع ولم يستجب احد . وتابع الوزير الهباش: بدأنا بتحركات على مستوى منظمة اليونسكو التي أصبحنا عضوا فيها وبالتنسيق مع مصر والأردن الشقيقتين من اجل التدخل وحماية التراث الانسانى الإسلامي الحضاري الفلسطيني من محاولات طمس معالمه تماما فى القدس والمسجد الأقصى وفي الخليل ونابلس وبيت لحم وكل مدن فلسطين ، واصفا ما يحدث بالقول :" لقد غيروا جغرافية فلسطين واستولوا عليها والآن يستكملون مسلسل تغير التاريخ الاسلامى والحضاري كليا، نحاول مخاطبة المجموعة العربية ومنظمة العمل الاسلامى إضافة لليونسكو والتنسيق على كل الصعد وعلى مختلف المستويات مع جهات عربية وإسلامية لهذ الأمر" . وتابع الوزير الهباش: هنالك أيضا اتصالات على المستوى السياسي والديني مع الأزهر الشريف لاطلاعه على ما يجرى فى القدس ونشيد بدور كل من الحكومة والمجلس العسكري المصري و جلالة الملك الاردنى وموقفهما المشرف من قضية باب المغاربة. وحذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية مجددا من الوضع في الأقصى والقدس وقال : إنه يتجاوز الخطورة واقل تعبير عنه انه كارثى،هنالك كارثة تحضرها حكومة اليمين المتطرف للمسجد وأنا احذر من قرار حكومة الاحتلال إعادة فتح جسر باب المغاربة فانه ينطوي على هدف أكبر ونوايا إسرائيلية تشرف عليها حكومة الاحتلال والمتطرفين . وأشار الدكتور الهباش إلى أن الحفريات بلغت حد الكارثة تحت المسجد الأقصى وهنالك اقتحامات يومية من قبل المتطرفين وجولات استفزازية وهذا قد يتسبب في حدوث أمور خطيرة، إضافة الى التصعيد العنصري والثقافة اليمينية المتطرفة السائدة في أوساط دولة الاحتلال وحكومتها فهو غاية من الخطورة .. هذا عوضا عن هدم البيوت وتهجير سكان القدس والسماح بالبناء لليهود ومنعها على الفلسطينيين وسحب الهويات ونصب الحواجز ومنع اهالى القدس من أداء الشعائر الدينية وحرية العبادة . واعتبر الوزير ما يجرى ياتى فى إطار سياسة عنصرية متطرفة مبرمجة مدبرة لإفراغ مدينة القدس الشريف تماما من أهلها وتغيير الواقع الديمغرافى والجغرافي مشيرا إلى أنه خلال العامين الماضيين تم الاعتداء على ما يزيد عن 10 مساجد إما بالحرق والتدنيس وكتابة الشعارات المسيئة للإسلام والعرب وكان أخرها اليوم ماتعرض له مسجد في القدس . وقال الوزير الهباش بلهجة قلقة للغاية : إذا لم نتحرك الآن فلسطينيين وعربا ومسلمين فلن نجد ما نبكى عليه من مقدستنا الإسلامية والمسيحية ويجب الانتباه الآن وليس غدا الواجب والواقع .. ولابد لدولة الاحتلال ان تدرك ان القدس والمقدسات ليس فقط خط احمر للفلسطينيين بل للعرب والمسلمين ووصف الوزير الهباش ما يحدث بأنه ينسجم مع هدف تهجير الفلسطينيين من خلال التضييق على الحريات وعلى المقدسات، وجر الفلسطينيين لمربعات عنف كي تعمل اسرئيل على توظيفها في المستقبل دوليا وداخليا . ومايجرى محاولة من الحكومة والمتطرفين لخلط الأوراق وفى ختام حديثه أوضح أن القدس وقف اسلامى وهى مسئولية فلسطينية وعربية وإسلامية وليس من حق إسرائيل أن تتدخل في اى أمر أو اى مرفق من المرافق والمقدسات، وأننا نعتبر الاراضى الفلسطينية عام 67 وحدة جغرافية واحدة ومن حقنا الولاية عليها سياسيا وقانونيا .