رحب خبراء اقتصاديون بقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري بشأن ترشيد الإنفاق بنسبة لاتقل عن 20 مليار جنيه، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات واضحة و عاجلة للتقشف؛ من أجل خفض معدلات العجز في الميزانية والتضخم. قال اللواء أبو بكر الجندي - رئيس الجهاز المركزي للتعئبة العامة و الإحصاء - إن انتهاج الحكومة للسياسات التقشفية خلال الفترة الحالية سينعكس بالإيجاب على تراجع التضخم، و سيظهر أثر تلك السياسات عليه عقب شهر واحد من تنفيذها. أوضح الجندي أن السياسات التقشفية للحكومة أمر ضروري، تحتاجه الدولة لتقليل الإنفاق الحكومي، و سد عجزالموازنة، مشددًا على ضرورة زيادة الموارد خلال الفترة القادمة. و عن تأثر التضخم بارتفاع سعرالصرف و الفائدة، أشار الجندي إلى أن البنك المركزي رفع سعرالفائدة ليكبح معدلات التضخم المتزايدة خلال الشهرالماضي، و التي ارتفعت بنحو 2.5% على أساس سنوي؛ لتصل إلى 10% مقارنة بشهر نوفمبر 2010. و أضاف أن زيادة سعر صرف الدولار أمام الجنيه تأثر بنقص المعروض من العملات الأجنبية في الأسواق المحلية خلال الفترة الحالية؛ نتيجة انخفاض عائدات السياحة و تحويلات المصريين العاملين بالخارج، و هو ما تسبب في ارتفاع أسعار الواردات، و بالتالي زيادة أسعارالسلع بالأسواق. و دعا الجندي رجال الأعمال المصريين إلى مساندة الحكومة؛ للمساهمة في تفعيل النشاط الاقتصادي للخروج من تلك الأزمة. و من جانبه؛ رحب الدكتور صلاح جودة - مدير مركز الدرسات الاقتصادية - بخطة التقشف، إلا أنه شدد على أن تلك الخطة يجب ألا تؤثر على القطاعات الأساسية التي تمس المواطن، كالتعليم و الصحة و الشؤون الاجتماعية. و أضاف أن خطة التقشف الحكومية ينبغي أن تتضمن خفض: المكافآت، و تعيين المستشارين، و الرواتب المرتفعة، مشيرًا إلى أن اقتصاد مصر يمر حاليًا بأوضاع صعبة، تتطلب خفض النفقات غير الضرورية. من جانبه؛ قال الدكتور إيهاب الدسوقي - أستاذ التمويل بأكاديمية السادات - أن قرارات الجنزوري لا تعد إجراءات تقشفية، بل إنها تعد إجراءات للتصدي للفساد و النفقات البذخية، و ليست سياسات تقشفية، مشددًا على ضرورة تحديد الحد الأقصى للدخل الشهري للعاملين في الهيئات الاقتصادية الحكومية، بحيث لا يتجاوز 36 ألف جنيه، لأنه من غير المنطقي و نحن في مرحلة حرجة أن يتقاضى البعض ملايين الجنيهات. و دعت الدكتورة أمينة شفيق - عضوالمجلس القومي للأجور - إلى وضع سياسات اقتصادية جديدة تحد من الاستيراد الترفي، و الاحتكار، و تراعي الاحتياجات الأساسية للفقراء، و تحد من المزايا الكبيرة للإدراة، و تخضع لنظام ضرائبي تصاعدي. و شددت على ضرورة دعم المشروعات الصغيرة و المتوسطة، و تفعيل الضريبة العقارية؛ قائلةً إنها لا تتخيل التفاوت بين المستويات في السكن، و لا بد للطبقات الغنية في المجتمع أن تشارك في المسئوليات الاجتماعية؛ للمساهمة في خروج مصر من الأزمة الاقتصادية.