ناجح إبراهيم: حذرت من موجة اغتيالات سياسية فهاجمني الجميع.. و"فكر التكفير" المتهم الأول برهامي وحسان: الاغتيالات باب شر لعن الله من فتحه.. والزيات: من المبكر اتهام أحد في تطور جديد يعتبر تغيرا في استراتيجية التصعيد في الشارع المصري بعد فض اعتصامي (رابعة والنهضة) منتصف أغسطس الماضي من قبل قوات الأمن والذي خلف وراءه مئات القتلى والموالين لجماعة الإخوان التي تواجه حالياً حظراً مجتمعياً، وربما يكون قريباً قانونياً، من خلال إصدار حكم قضائي يحظر عمل الجماعة، تسود حالة من الترقب بعد محاولة استهداف موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، خشية دخول مصر في موجة من الإرهاب الذي أطل برأسه في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، واستطاع الشعب بأجهزته الأمنية دحره حتى عاد من جديد. اتفق معظم المفكرين على أن التفجير يحمل بصمات الإخوان ذات التاريخ الحافل بالمحاولات المشابهة.. بينما استنكرت غالبية التيارات الإسلامية والأحزاب والدعاة الحادث، ودعوا أجهزة الدولة إلى التزام القانون في التحقيقات والتعامل مع المشتبه بهم. المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية ومنظر مراجعات الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم حذر سابقاً من خطورة دخول مصر موجة من الاغتيالات تهدد أمنها، كما شدد على خطورة استخدام أسلوب العربات المفخخة في مواجهة الامن من قبل تلك العناصر التي رجح أن تكون تكفيرية. وأوضح إبراهيم ل "المشهد" أن الوضع السياسي للبلاد أصبح على شفا حفرة، مطالباً الجميع بالدخول في مصالحة وطنية شاملة حتى يتم الكشف عن هوية الجاني الحقيقي لتلك العمليات، مشيراً إلى انه من الصعب الجزم بهوية مرتكب تلك الاحداث، إلا أنه أكد أنها قد لا تكون الأخيرة.
القوة المفرطة وقال الدكتور ناجح: إن ما حدث من محاولة اغتيال وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، كان أمرا متوقعا، مرجعا ذلك إلى "استخدام القوة المفرطة برابعة العدوية والنهضة كان من ضمن الأسباب لردة الفعل من قبل المنتمين للإخوان". وأضاف إبراهيم، في تصريحات إعلامية، أن الصراع السياسي بدأ بالمظاهرات ثم حرق أقسام الشرطة والمحافظات ثم جاءت مرحلة تكسير العظام فكان آخر المطاف ما يحدث في سيناء من تفجيرات والسيارات المفخخة. وأوضح أن هناك عدة أساب لمثل هذه الأحداث في مقدمتها انتشار فكرة التكفير بين الشباب المسلم، مشيرا إلى أن عبارة "التكفير يؤدي إلى التفجير" لا تخطئ أبدا. وأكد إبراهيم أن شعار "الشرعية أو الدماء" هو السبب الثاني لما نشهده الآن من أعمال عنف، مستنكرا تعليم البعض لأطفاله في سن مبكرة "فقه الموت". كانت الجماعة الإسلامية قد نفت مؤخراً صلتها بالحادث، مؤكدة فى بيان رسمى، إدانتها لتلك العملية أياً كانت الجهة التي تقف وراءها وأياً كانت مبرراتها؛ وذلك لأنها تؤدي إلى إراقة دماء لا يصح شرعاً إراقتها، فضلاً عن كونها تفتح باباً من الصراع الدموي بين أبناء الوطن الواحد قد لا ينغلق قريباً، وهو ما يجب أن تتكاتف جميع الجهود لمنع حدوثه. وأوضحت الجماعة أن الأمر يزداد خطورة إذا كان التفجير يقف وراءه من يريد قطع الطريق أمام أي مصالحة بين أبناء الوطن أو إيجاد ذريعة لممارسة المزيد من الاجراءات القمعية ضد المعارضين بدعوى مواجهة الإرهاب. كما أدان نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي محاولة الاغتيال، مشيرا إلي أنها تمثل حدثاً خطيراً ومنعطفاً جديداً من مسالك العنف وحوادث الاغتيال، موضحاً أن الحل الأمني وحده لا يكفي ولابد من معالجة فكرية منهجية وحل سياسي لمنع تكرار تلك الحوادث، مشدداً على ضرورة التزام الداخلية بالقانون في ملاحقة الجناة من خلال الأسلوب العلمي والقانوني دون توسيع دائرة الاشتباه التي تؤدي إلى توسيع دائرة الانحراف الفكري. وأشار إلى أنه ''لا يستبعد تورط جهات أجنبية ''في هذا الحادث من الذين لا يريدون عدم استقرار البلاد وتحويلها إلي فوضى، محذرا الشباب من فكر العنف ضد المجتمع. تاريخ معروف بينما قال صفوت غطاس رئيس مركز "مقدس" والخبير في الحركات الإسلامية ان تاريخ جماعة الإخوان في الاغتيالات كبير ومعروف منذ تأسيسها على يد حسن البنا، ومعظمها كانت لوزراء ورؤساء وزراء وشخصيات عامة، مثل اغتيال أمين عثمان وزير المالية سنة 1946 واغتيال المستشار أحمد الخازندار بك، واغتيال سليم زكي باشا حكمدار شرطة القاهرة، واعتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء، وذلك بعد أن أصدر قراراً بحل جماعة الإخوان في 8 ديسمبر 1948 بصفته الحاكم العسكري، فضلاً عن محاولة الجماعة اغتيال الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر في حادثة المنشية، واشتراكهم في اعتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، لذلك ربما يكون لهم علاقة بما حدث مع موكب وزير الداخلية أو لا، لكن تاريخهم في الاغتيالات معروف للجميع. وأكد غطاس "للمشهد" أنه لابد من وزارة الداخلية أن تطلع الرأي العام على نتيجة تحقيقاتها في الحادث وكشف المسؤول عنه، وتقديمه للمحاكمة، وتتبع كل من يحتمل ان يسلك ذلك المسلك خلال الأيام القادمة. وفي السياق أكدت الدعوة السلفية رفضها رفع السلاح والاغتيالات سواء للأفراد أو للمسئولين أو أصحاب الرأي مهما بلغ الخلاف السياسي أو الأمني أو الفكري معهم، فضلاً عن أن يتم الأمر بواسطة تفجير يعم ضرره، وهو ما لا يقدم عليه إلا مستهتر بالدماء إلى أقصى درجة وهي درجة غالبا تنتهى بصاحبها إلى تكفير المجتمع، مشددة على ضرورة عدم التسرع باتهام، موضحة انها لا تستبعد وقوف جهات أجنبية وراء الحادث سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لا سيما مع ما أسفرت عنه التحقيقات الأولية من أن العبوة الناسفة المستعملة ليست محلية الصنع، ومع احترافية التنفيذ كما صرحت بذلك بعض القيادات الأمنية، ومن ثم فيجب الانتظار حتى تثبت التهمة على أحد وعندئذ يجب أن ينال العقوبة الرادعة. الالتزام بالقانون وطالبت الدعوة السلفية كل الاتجاهات الإسلامية أن تسارع بالتبرؤ من هذا الفعل وتحصين شبابهم من هذا الفكر حتى لا تستغلهم أي جهة داخلية أو خارجية أو يدفعهم اليأس الذى يستبد ببعضهم إلى الاشتراك فى عمليات تضر ولا تنفع وتستهين بدماء الأبرياء، كما طالبت وزراة الداخلية أن ترد على هذه العمليات بالالتزام بالقانون وعدم اللجوء إلى أسلوب العقاب الجماعي وانتهاك حقوق الإنسان للمشتبهين، ونذكر الجميع بالمنزلق الذي وقعت فيه البلاد بعد حوادث مشابهة قبل ثورة 25 يناير، فإن التزام الداخلية بالقانون وحسن معاملتها للمسجونيين والمحتجزين، ومسارعتها بتقديم من يخطأ من أفرادها إلى محاكمات عادلة شفافة كفيل بتجفيف منابع هذه الأفكار. وأضافت أن الحل الأمني دائما لا يكفي، بل لابد من الحل السياسي، والتصحيح الفكري والمنهجي من كل الفصائل، وضرورة تصحيح الخطاب الإعلامي الذي ينشر الكراهية والعداوة والإقصاء، ويدفع البعض إلي اليأس ثم التكفير ثم القتل، مع ضرورة ملاحقة المتورطين بالأسلوب العلمي العادل والقانوني، دون توسعة دائرة الاشتباه الذي يؤدي إلي توسيع دائرة الانحراف والعنف. واستشهد ثروت الخرباوي القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، بلقائه بالقيادي الإخواني محمود عزت بمنطقة مصر الجديدة، وقال له: إنه لكي يقوم نظام إسلامي يجب إزالة الأنظمة الجاهلية من خلال إزالة رموزها والذين يتحكمون فيها والتي تواجه الجماعة الإسلامية. وشدد الخرباوي على أن يد الأمن كانت متراخية جدا أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة، موجها حديثه للدكتور ناجح: "ناجح إبراهيم أصيب بهزيمة نفسية عقب سقوط أعوانه"، مختتما حديثه قائلا: "أعتب على بعض الشخصيات المهزومة نفسيا التي تتحدث عن فض الاعتصامين بطريقة مفرطة في العنف". أطراف أخرى وأدان حزب الوطن (السلفي) استهداف موكب الوزير، واعتبره ''محاولة للتحريض على إثارة الفتنة بين أبناء الشعب المصري ومخططا للزج بالبلاد في العنف والعنف المضاد". وحذر الحزب في بيان له ''أبناء الشعب المصري جميعا من أن هناك أطرافا أخرى من خارج المشهد السياسي المصري تحاول الاستفادة من أي خلافات سياسية". وشدد الحزب على أن ''أن الخلافات السياسية لا تحل إلا عن طريق لغة الحوار والعودة الى دولة الدستور والقانون، وأن أي لجوء للعنف من أي طرف مرفوض تماماً وهو لن يزيد الازمة السياسية الحالية إلا تعقيداً". وبدوره أدان الداعية (السلفي) محمد حسان، الاعتداء على موكب وزير الداخلية، مشددا على أن ''مسلك الاغتيالات المحرم شرعاً وعقلاً". وتابع في بيان له ''أن الحادث يفتح باب شر كبير على مصر وأهلها". من جانبه قال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد، إن محاولة اغتيال وزير الداخلية "تحمل بصمات تنظيم القاعدة وحماس، بالتعاون مع جماعة الإخوان، والتي سهلت مرورهم عبر الحدود"، حسب قوله. وأوضح نعيم أن "القنابل المستخدمة تتضمن مادة متفجرة تدعى (دي.إن.تي)، وهي موجودة في كل الأماكن في العالم، ودائمًا ما تستخدمها حماس أو القاعدة"، مستبعدًا تورط الجماعة الإسلامية أو الجهاد فيها، ومؤكدًا أن "الإخوان متضامنون مع مرتكبي الحادثة ومحرضون عليها، والدليل تصريحات البلتاجي سابقًا عن وقف العمليات في سيناء". وأوضح نعيم: "هذه العملية هي رد فعل على حملة الاعتقالات الموجهة ضد الإخوان"، متوقعًا ارتكاب أحداث اغتيال جديدة خلال الفترة المقبلة. جهات أجنبية وقال علاء أبو النصر، أمين عام حزب البناء والتنمية الذراع السياسية ل "الجماعة الإسلامية"، إن الجماعة ضد العنف تجاه أي مؤسسة أو هيئة أو شخصيات عامة، وضد استخدامه ضد الجيش أو الشرطة والكنائس والأقسام، كما أنها ضد استخدامه ضد من يمثلون تلك الهيئات، متهمًا "أجهزة مخابراتية أمنية وجهات خارجية بالسعي إلى مزيد من الفتنة لإشعال أزمة كبرى في الوطن"، حسب قوله. من جانبه، قال منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية: "صعب أن أحدد جهة معينة متورطة في تفجيرات منزل وزير الداخلية، لأن الوضع ملتبس وهناك أطراف كثيرة لها مصلحة". من جانبه أكد الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي لرئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، أن الشعب المصري قادر على هزيمة الإرهاب مثلما فعل من قبل في الثمانينيات والتسعينات من القرن الماضي، قائلًا: ''بقدر الله وحده سيكون ما يحدث في مصر الآن الإطلالة الأخيرة للإرهاب". وقال حجازي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك): ''هذه ليست المرة الأولى التي يطل علينا ذلك الوجه القبيح.. رأيناه دنيئاً في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.. ودحرناه ذليلاً حينها". وأضاف:''دحر المصريون الإرهاب بدعاء الأمهات وبمباركة البسطاء قبل أن يسحقوه بقوة الأمن، قد تكون تلك ليست المرة الأولى التي يطل عليها الوجه القبيح.. ولكن وبقدر الله وحده سنجعلها الأخيرة".