حسم الأقباط موقفهم من التصويت فى جولة الإعادة غدا للمرشحين المستقلين فى غالبية الدوائر التى تشهد إعادة، بينما فى الدوائر التى تشهد تنافسًا لحزبي النور والحرية والعدالة فتعود إلى معرفة كل ناخب بالمرشحين، والأهم هو الحرص على المشاركة بغض النظر عن ترجيح كفة أحد المرشحين، إلا انه بسؤال عدد من المواطنين فى عدد من الدوائر أجمعوا على أن حماسهم يقل فى المشاركة فى الدوائر التى تشهد تنافسًا اسلاميًا فقط واحتمالية عدم المشاركة موجودة. قال الدكتور حنا جريس - عضو المجلس التنفيذي للحزب الديمقراطى الاجتماعى - إن الحديث عن قوائم الكنيسة عمل على تحفيز الأقباط للمشاركة وعمل على إبعاد عدد من المؤمنين بالدولة المدنية من المسلمين من التصويت للكلتة، وهى خطوة سيئة وكان يجب عدم استغلال الكنيسة فى هذا الموضوع، إلا ان التيارات الدينية استخدمت الموضوع بشكل سيء وهو ما عمل على حشد مضاد من الطرفين، رغم أن كل مواطن يعرف ما يقوله الإخوان وما يقوله السلفيون وليس بحاجة لتدخل الكنيسة او غيرها، ومعروف تماما لمن سيصوت الأقباط، مشيرا إلى أن التصويت فى الاعادة سيكون له حسابات أخرى، فهناك من سيخشى وصول التيار الاسلامى وهناك من يخشى وصول التشدد للبرلمان. من جانبه قال صفون جرجس - مدير المركز المصري لحقوق الانسان - إن مشاركة الأقباط كانت ايجابية وفقا للمناخ العام الذى كان محفزا للمشاركة، ولكن هناك مخاوف من التيار الاسلامى وهو ما أدى إلى التصويت للكتلة المصرية سواء بعلم أو بدون علم، وهناك عدد كبير من الأقباط صوتوا لصالح قائمة حزب الوفد، ولكن للاسف تعاملت وسائل الاعلام بشكل غريب مع الأقباط واعتبرتهم يقومون بالالتزام بقائمة الكنيسة وغير عارفين بالعلاقة بين الكنيسة والشعب، وأن الكنيسة لا يمكنها ان تجبر أحداً على ذلك، وانما مجرد آراء مع أن تدخل الكنيسة خاطئا بكل المقاييس حتى ولو كان رد فعل عل استغلال السلفيين للمساجد، ولكن السلفيين تصريحاتهم معروفة فى الاعلام ونفس الأمر للاخوان. واعتبر ماجد أديب - مدير المركز الوطنى لحقوق الانسان - أن التصويت سيكون لكل أصحاب الدولة المدنية والمستقلين، وأن السلفيين لن يحصلوا على أى صوت قبطى نظرا لتصريحاتهم الاقصائية للأقباط، فالآن يدور حديث السلفيين حول عدم جواز تولى القبطى أى منصب يصدر قرارا للآخرين، وهى أمور غريبة يسمع عنها المجتمع ولا يصدقها، فمصر التعددية والمواطنة ليست ملكا لأحد، ومن ثم حينما لا ينتخب الأقباط السلفيين لا يقولون لماذا يحدث ذلك، لأن الخطاب فيه نظرة دونية للأقباط. وأشار أديب إلى أن ميراث الأقباط مع جماعة الاخوان به مرحلة من عدم الشك، وأن كثيراً من القيادات لجماعة الاخوان لها خطاب سياسي مقبول ولكن المشكلة فى القواعد للجماعة فكثير من أعضاء الجماعة ينظرون للأقباط بنفس فكر السلفيين، والمواطن المسيحي لم يعد يفرق بينهما، ومن ثم هناك صعوبة للتصويت للاخوان أو السلفيين، وربما سيجلس عدد كبير من الأقباط فى الدوائر التى لا يوجد مرشحين مستقلين بها، لأن المناخ العام لم يحفزهم على المشاركة وانهم تم ربط خروجهم بدعوات من الكنيسة. في السياق ذاته قال، نادى يوسف، من أسيوط بأن هناك منافسة بين عدد من مرشحى حزب النور والمستقلين، وكفة الأقباط ترجح المستقلين، وأن التصويت غالبا ما يتم على أساس قبلى وعلى حسب درجة القرب والمعرفة، وأن الأقباط سيقومون بحسم المقاعد للمستقلين بعد خوفهم من المد السلفى ووصوله للبرلمان فى ظل التصريحات الاقصائية ضد الأقباط. وقال، عادل حليم من دائرة قصر النيل، انه سيصوت للكتلة المصرية خاصة وأن مرشحها مسلم ولكنه مؤمن بالدولة المدنية، وانه شارك فى الجولة الاولى من الاعادة ولكنه أعطى صوته للوفد، والآن فى الاعادة يعطى صوته للكتلة المصرية لأنها تتفق مع أفكاره وايمانه بالدولة المدنية وأن مرشح الكتلة مسلم فى الدائرة ومرشحة حزب الوفد كانت مسلمة حتى لا يتهم الأقباط بأنهم ينتخبون المرشح المسلم فقط.