ما أن انتهت معركة الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب بالأقصر حتى بدأت معركة الإعادة على مقعدي العمال والفئات بالنظام الفردي. والتي ستكون معركة جنوبية – شمالية على مقعد العمال، الذي يتنافس على الفوز به رضوان أبوقرين"المرشح المستقل" و خالد عبد المنعم مجاهد "مرشح حزب الحرية" وابن مركز ومدينة إسنا. حيث ستشهد المنافسة على الفوز بمقعد العمال الفردي بالأقصر صراعًا ساخنًا بين المدن والمراكز الواقعة جنوب المحافظة ومراكز شمال المحافظة؛ للفوز بتمثيل في البرلمان، و يعد مركز إسنا أكبر مركز من حيث الكثافة السكانية والانتخابية، و الأكثر حضورًا أمام صناديق الاقتراع، حيث يسعى الإسناويون للحفاظ على ماكان لديهم من مقاعد برلمانية قبل الثورة. و ربما ينجح الإسناويون في ضم مركز ومدينة أرمنت لجبهتهم، آملا الفوز بمقعد العمال، و في المقابل بدأ رضوان أبوقرين "النائب السابق وابن مدينة الزينية"-وهو صاحب علاقات واسعة مع كافة قبائل الأقصر بمسلميها وأقباطها- حشد أنصاره للحصول على المقعد والعودة إلى البرلمان ثانية بعد غياب دام سنوات، مدعومًا بمدن ومراكز القرنة من جهة، والطود والزينية والأقصر من جهة ثالثة، لكن البعض يرى أن القرنة ربما تقسم بين المتنافسين بالتساوي. و شاءت الأقدار أن تكون المعركة إسلامية - إسلامية على مقعد الفئات الذي يتنافس عليه الدكتور عبد الموجود دردير راجح مرشح حزب الحرية والعدالة، و حاتم زكريا مرشح مايسمى بتحالف حزبي النور والبناء والتنمية وأحد قيادات الجماعة الإسلامية في محافظة الأقصر، و هما أيضًا: أولهما ينتمي لمدينة الأقصر، والثاني ابن مدينة إسنا. أي أن المعركة ستكون في كل الأحوال بين شمال المحافظة وجنوبها، ولا تغيب العصبية والقبلية على المشهد الانتخابي في المحافظة السياحية. حيث وصفت جولة الإعادة في انتخابات مجلس الشعب في الأقصر من قبل بعض المراقبين بأنها"نار تحت الرماد"، حيث يبدي الكثير من المراقبين للمشهد الانتخابي في الأقصر تخوفهم من هاجس عصابة "الحمبولي" التي تتمركز شرق النيل، و عصابة "أبو حمزة" التي تتمركز غرب النيل، والخشية من استغلال أفراد العصابتين للأجواء الانتخابية في القيام بعمليات إجرامية جديدة، أو أن يتم استغلال أفراد العصابتين من قبل البعض في القيام بأعمال عنف خلال عملية الانتخابات. لكن الأجواء الانتخابية التي جرت فيها الجولة الأولى من الانتخابات في الأقصر تبعد المشهد الانتخابي في الأقصر عن مثل تلك الأحداث، خاصة مع نجاح خطة الجيش والشرطة لتأمين العملية الانتخابية.و توحي أن الانتخابات ستكون هادئة في جولتها الثانية بالأقصر.