كشف الأسير الفلسطيني السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، أن قوات الاحتلال الاسرائيلي تواصل اعتقال أكثر من "40" أسيراً فلسطينياً معاقاً يقبعون في سجونها، بتنوع واختلاف إعاقاتهم وغالبيتهم يعانون إعاقات جسدية وبينهم مقعدون ويتحركون على كراسي متحركة، أو يعانون بترًا في الأطراف، ومنهم من يعانون إعاقات حسية سواء سمعياً أو بصرياً، فيما عدد أقل يعانون إعاقات ذهنية ونفسية. تأتى تصريحات فروانة هذه بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين والذي يصادف يوم السبت الموافق الثالث من ديسمبر، حيث قال "كما ترفض سلطات الاحتلال الاستجابة لنداءات المؤسسات الحقوقية والصحية بضرورة تقديم العلاج اللازم لهم كمقدمة لإطلاق سراحهم وإنقاذ حياتهم، بالإضافة إلى مئات المرضى الذين يعانون أمراضًا خطيرة سببت لهم إعاقة في القدرة على الحركة ويتحركون بصعوبة بالغة. وأشار الأسير السابق الى أن الاحتلال ومنذ استيلائه على فلسطين، لا سيما بعد العام 1967 لم يستثنِ الجرحى والمرضى والمصابين والمعاقين من اعتقالاته وإجراءاته التعسفية، وزج بالآلاف منهم في سجونه ومعتقلاته، مشيرا الى ان إسرائيل اختطفت من داخل المستشفيات وسيارات الاسعاف الكثير من الجرحى والمصابين، وفي أحياناً أخرى اعتقلت الجرحى والمصابين على الحواجز والمعابر أثناء توجههم لتلقي العلاج في المشافي الإسرائيلية أو العربية، دون أن تتيح لهم فرصة استكمال علاجهم، ودون أن تقدم لهم العلاج اللازم بعد اختطافهم واعتقالهم. وأكد فروانة أن إدارة السجون لا تكتفي بعدم توفير احتياجاتهم الأساسية كالأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية أو أجهزة خاصة بالمشي أو آلات الكتابة الخاصة بالمكفوفين وغيرها ...الخ ، بل تضع العراقيل أمام محاولات إدخالها من قبل وزارة الأسرى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية بقضاياهم ولعل في ذلك عقوبة جديدة ومضاعفة ضدهم وضد أسرهم. وذكر بعض النماذج من الأسرى المعاقين على سبيل المثال لا الحصر: - الأسير ناهض الأقرع ( 42 ) عاماً بُتِرت ساقه اليمنى ويعاني من تهتك بالعظام في ساقه اليسرى المهددة بالبتر، ويرقد على كرسي متحرك، وكان قد اعتقل في يوليو عام 2007 أثناء عودته عبر معبر الكرامة بعد رحلة علاج في الأردن وأُخضِع حينها لتعذيب قاس وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث مؤبدات. - الأسير فايز الخور المعتقل منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً ويقبع في زنازين العزل الانفرادي منذ قرابة عشرين عاماً ويعاني مرضا نفسيا ، ويقضي حكماً بالسجن المؤبد. - الأسير أحمد عصفور ( 23 عامًا ) من "خان يونس" جنوب قطاع غزة وهو يعاني إعاقة جسدية تتمثل ببتر أصابع اليد اليمنى وتعطل الحركة في اليد اليسرى بالكامل وفقد جزء من الأمعاء واصابة بالعين اليمنى ويعاني مرض السكري حيث سبق أن أجريت له عملية استئصال للبنكرياس في مصر ويتحرك بصعوبة. - الأسير المقعد أشرف أبو ذريع 23 عاما سكان بيت عوا قضاء الخليل والمعتقل منذ مايو 2006 ومحكوم عليه ب6 سنوات، ويعاني اعاقة جسدية أفقدته القدرة على الحركة. ودعا فروانة جميع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وبالصحة وبالمعاقين إلى التحرك الجاد والفاعل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى عموماً والأسرى المعاقين خصوصا لوضع حد لمعاناتهم المتفاقمة، وتمكينهم من العلاج. وطالب الجهات الفلسطينية والعربية ذات العلاقة المباشرة بصفقة "شاليط" بالتحرك الجاد والضغط باتجاه ضمان شمول جميع المرضى لا سيما المعاقين منهم وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المرحلة الثانية من الصفقة والتي من المفترض أن تنفذ خلال الأسبوعين المقبلين.