اهتمت الصحف الكويتية الصادرة اليوم بالانتخابات البرلمانية التى بدأت أمس فى مصر، وأفردت تغطية مميزة لأحداث الانتخابات فى تسع محافظات لانتخاب أول برلمان بعد ثورة 25 يناير وسط إجراءات أمنية مشددة وإشراف نحو عشرة آلاف قاض، ومتابعة أكثر من ثمانية آلاف مراقب. وأكدت صحيفة "القبس" أن المصريين تغلبوا على حملة التخويف التي سادت طوال الأيام الماضية من احتمال اندلاع أعمال عنف في العملية الانتخابية ونزلوا بكثافة غير مسبوقة في أول عملية انتخابية بعد ثورة 25 يناير، حيث شهد اليوم الأول من المرحلة الأولى في تسع محافظات حضورًا كبيرًا من الناخبين، وكان بارزًا القبضة الأمنية المشددة التي فرضتها القوات المسلحة والشرطة على اللجان الانتخابية مما ساعد على اختفاء ظاهرة البلطجة للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات. وأشارت إلى أنه مع فتح باب التصويت في الثامنة صباحًا توافد الآلاف على مقار الانتخابات رغم أن الاقتراع سيتم على مدار يومين، مع رهان على العنصر النسائي الذي كان حاضرًا بقوة أمس، حيث اصطفت النساء في طوابير انتخابية امتدت لمئات الأمتار. وأشارت إلى اختفاء عدة ظواهر كانت مصاحبة بشكل رئيسي في الانتخابات السابقة أبرزها حالة البلطجة بعد أن كثفت القوات المسلحة والشرطة تواجدها بشكل غير مسبوق وبتسليح عالي المستوى، وتم نشر مدرعات للجيش في عدة مناطق يتوقع أن تشهد احتكاكات بين الناخبين مثل الإسكندرية ودمياط وأسيوط، وقد ساعدت القبضة الأمنية والحضور الجماهيري على اختفاء البلطجة، كما اختفت وبشكل ملحوظ عملية شراء الأصوات وإن تم رصدها في بعض المناطق الشعبية بالقاهرة. وقالت صحيفة "الأنباء" إنه منذ الصباح الباكر، تشكلت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع وخصوصًا في القاهرةوالإسكندرية، مشيرة إلى أن ناخبين كثيرين أعربوا عن سعادتهم بأنهم سيتمكنون أخيرًا من اختيار نوابهم من خلال انتخابات يكون صوتهم فيها قيمة، بعد أن ظل المصريون طوال العقود الستة الأخيرة محرومين عمليًا من المشاركة السياسية، وخلال السنوات الثلاثين الأخيرة التي حكمها مبارك كانت نتائج أي انتخابات محسومة سلفًا لصالح حزبه. وأكدت صحيفة "الوطن" أن مصر شهدت أمس يومًا تاريخيًا مشهودًا في أولى مراحل انتخابات مجلس الشعب حيث فاق الإقبال على التصويت كل التوقعات من حيث العدد والنوعية، إذ شاركت معظم الفئات في الانتخابات بأعداد كبيرة، ولم تقع حوادث أمنية تذكر على الرغم من التخوفات السابقة، بعد أن عملت قوات الجيش والشرطة على تأمين المقار الانتخابية دون تدخل، وهو ما يعد حدثًا غير مسبوق في تاريخ مصر على الأقل خلال الخمسين عامًا الأخيرة حيث كانت وزارة الداخلية تعمل على تأمين الانتخابات وتزورها لمصلحة الحزب الحاكم. وأشارت إلى أنه على الرغم من بعض الأخطاء التي شابت العملية التي يشرف عليها القضاء بالكامل كتأخر بعض القضاة في الذهاب إلى اللجان أو تأخر توزيع الأوراق الانتخابية فإن منظمات المجتمع المدني شهدت بأن العملية الانتخابية في يومها الأول كانت نزيهة، ولم يشبها إلا بعض التجاوزات التي تم تداركها وتصحيحها. ونوهت صحيفة "السياسة" بقيام رئيس المجلس العسكري المشير حسين طنطاوي -الذي يتولى فعليا مهام رئيس الجمهورية- بجولة في عدد من مكاتب الاقتراع للتأكد من حسير العملية الانتخابية. وأشارت إلى أن اللجنة العليا للانتخابات منحت عشر منظمات دولية تصاريح لمتابعة الانتخابات المصرية من خلال 300 مراقب، يمثلون منظمات أمريكية من بينها منظمة كارتر، بالإضافة إلى المعهد الجمهوري الأمريكي والمعهد الديمقراطي الأمريكي، ومنظمة دانمركية ومنظمة أخرى من دولة جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى إحدى المنظمات التركية المعنية بالشأن الديمقراطي، ومنظمتين عربيتين هما الشبكة العربية لمراقبة الانتخابات والتي يتولاها كمنسق الناشط الحقوقي الأردني منهل السيدة، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان.