أكد المفكر الإسلامي يوسف القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- أنه لم يأتِ لمصر للمشاركة في مليونية الأقصى التي دعا إليها الإخوان المسلمون، و لكنه جاء إلى مصر للاطمئنان على الأوضاع بصورة عامة. قال الشيخ -في تصريحات لبرنامج "العاشرة مساء" الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي على قناة "دريم" الليلة الماضية- إنه اشترط للمشاركة في جمعة إنقاذ الأقصى موافقة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. و أضاف:" لم يكن ممكنًا أن أشارك قبل أن أستأذن صاحب البيت وهو شيخ الأزهر، و يرسل لي سيارة، أنا عضو بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذي يرأسه الدكتور الطيب، فكيف لي أن أحضر بدون إذنه". و أشار القرضاوي إلى أن الإخوان اتصلوا بشيخ الأزهر فعلًا لأخذ الإذن للقرضاوي، فما كان منه إلا أن اتصل هو بالشيخ يوسف قائلا له:"لا أحد يستطيع منعك من الحضور، و لكن إذا أردت رأيي ونصيحتي فلا تذهب، لأنك كنت إمامًا و خطيبًا للجميع في جمعة النصر بعد التنحي، و إذا ذهبت اليوم للجامع الأزهر فإن زيارتك سينظر إليها على أنها انحياز لتيار معين"، فقررت عدم الذهاب -كما قال المفكر الإسلامي. و في سياق آخر انتقد القرضاوي من يفتعلون الأزمات بسبب بناء الكنائس أو المساجد، و وصفهم بأنهم ذوو قلوب غير سليمة، مشيرًا إلى أن هناك كنيسة مجاورة لمنزله بالقاهرة لا تسبب له أي ضيق، و يستمع إلى أجراسها بشكل معتاد دون انزعاج أو تبرم. و قبل أن ينتهي الحوار التليفزيوني -الذي أجرته معه الشاذلي دون أن ترتدي حجابًا- دعا القرضاوي جموع المصريين للتوجه إلى صناديق الانتخابات، محذرًا من التخلف عن أداء هذا الواجب حتى لا يأثموا، مستشهدًا بالآية الكريمة: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"، قائلًا:"أنا شخصيًا سأنتخب مرشحي "الحرية والعدالة"...وكل واحد يعطي صوته لمن يراه الأصلح". كان القرضاوي قد دعا في خطبة الجمعة (18 نوفمبر الحالي) بالدوحة لانتخاب مرشحي "الحرية والعدالة" وعدم التصويت للأقباط والليبراليين والعلمانيين. و أكدت مصادر مقربة من "الجماعة" أن زيارة الشيخ للقاهرة كانت للمشاركة في مليونية "القدس والأقصى" التي دعا إليها الإخوان في مواجهة مليونية "جمعة الفرصة الأخيرة وحق الشهيد" التي دعا إليها شباب الثورة، لكنه استشف فشل الإخوان في حشد الجماهير فتراجع عن المشاركة!