استيقظ الشعب المصرى صباح يوم الإثنين الموافق التاسع عشر من أغسطس لعام 2013 م على خبر مفجع وهو إستشهاد 25 من جنود الأمن المركزى فى رفح، وأصيب اثنين آخرين في هجوم إرهابي استهدف سيارتين ميكروباص كان يستقلهما الجنود قرب منطقة الماسورة برفح في مذبحة جديدة تعيد إلي الأذهان مذبحة رفح الشهيرة في رمضان الماضي ؛ ليكتمل بذلك مسلسل ضحايا الإرهاب ليس بسيناء فقط و لكن فى مصر بصفة عامة. لم يرتكبوا أى ذنب ، لقد كانوا فى طريقهم لإنهاء خدمتهم العسكرية التى أدوها بشرف و أمانة ، هذا الحادث يعد أكثر الاعتداءات دموية ضد قوات الأمن المصرية منذ سنوات، ماذا فعلت هؤلاء الأنفس لكى ينتهى مصيرهم هكذا؟ ، ما هى اليد الغاشمة التى تعهدتهم ؟، شباب لانعلم من هم و لم يطلبوا لأنفسهم شيئا، ذهبوا جميعا الى سيناء حاملين أرواحهم على أيديهم و مستعدون للشهادة فى سبيل الوطن، أخذت أرواحهم بدون أى وجه حق، و فى منظر شنيع تندى له الجباة وتقشعر له الأبدان فى صورة من الغدر لم أرى مثيلا لها من قبل حيث ضربوا من الخلف، لم يستطيع القاتل أن يواجه ضحيته ، لم يستطع أن ينظر إليه وجها لوجه وهو يمد يده بفعل الخسة والدنائة ، يا من شاركت فى قتل هؤلاء الأبرياء ، من أين جئت بكل هذا البأس ؟ من زرع القسوة بداخلك لتقدم على هذه الفعلة ؟ ، أين الضمير ؟ ، كيف قتلت النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق ؟ تساؤلات عديدة تدور فى ذهنى ولا أجد لها أجوبة، صراع بين عدم التصديق و الرضوخ للأمر الواقع، إنى أرى نعوشاً قد تم تغطيتها بالعلم المصرى ولا أستطيع أن أصدق ما تراه عينى، أرى صناديق خشبية قد تناثرت على الأرض، لقد إنفطر قلب الأم على ابنها، و ترملت الزوجة ، و تيتم الأبناء. وفى مشهد آخر نرى جنود الجيش والشرطة جنباً إلى جنب يحملون على أكتافهم جثامين زملائهم ،. ألا لعنة الله على كل من تسبب في إراقة نقطة دم واحدة على أرض بلدي الطاهرة النقية ، كل شيء في بلادي تغير بفضل حفنة من " الكلاب " الذين باتوا يستحلون كل شيء حتى أرواحنا مقابل عرض زائل و"مقعد وثير" في القصر الرئاسي ، القلب ينزف دماً من أفعالكم وحزنا على شهدائنا، والقلم ينزف حبرا أحمر "قاني" بلون الدم الذي حللتمونه.. أنتم من وصفكم رب العزة في كتابه ب"الكفرة الفجرة"، لن ننسى ثأرنا منكم، وصورة شهدائنا لن تفارقنا حتى القصاص لهم منكم، فبيننا وبينكم "دم"، وشهداؤنا في النعيم فقد اصطفاهم الله عز وجل، ألا لعنة الله عليكم في كل كتاب، العسكرى المصرى ليس له ثمن ؟ إنها إجابة لما حدث ولكنها لابد أن تتحول لسؤال، ولكن لمن يُسأل ؟ !!