يبدو أن مصر " اتجننت " ! أشاهد ملامح الجنون في كل شيء من حولي في الميادين والشوارع وعلي شاشات الفضائيات وبين سطور المقالات والقرارات علي كافة المستويات وأخشي أن تحدث النهاية الطبيعية لأي مجتمع مجنون فقير مريض مجروح ! ويستطيع أي واحد فينا أن يشاهد ملامح الجنون بمجرد جولة سريعة في فيديوهات اليوتيوب ستشاهد منها الذي يري في الجيش المصري مجموعة من الشياطين يزهق أرواح المصريين ويريق دماءهم ويهتك عرضهم ويستبيح كرامتهم واكتفي بمجرد مثال لفيديو لحركة 6 ابريل وخلاصته سيدة منقبة تتهم الجنود بحرق المصحف وتمسك بصفحات منه في يديها وبالطبع المطلوب الانتقام من هؤلاء الكفرة و فيديو أخر يظهر فيه مجموعة شباب اولاد وبنات يقومون بتعبئة الزجاجات بكسر الزجاج والبنزين لصناعة قنابل المولوتوف ويقول أحدهم : " لقيت العسكري بيبصلي رحت مولع الزجاجة وحادفه بيها " وفيديو ثالث لخطف سيارة مطافي ورابع لفتاتين من حركة 6 ابريل علي بوابة وزارة الداخلية توجهان عبر الميكروفون عبارات نابية تمس رجولة الجنود والضباط وشرفهم وتصل ذروة المشاهد مع الفتاة التي تم تعريتها والتي استخدم كل فريق نفس المشهد للنيل من العدو الفاجر! نعم اصبح المصريون كما يظهر علي سطح حياتنا أعداء يبغض بعضهم البعض يقول فريق منهم القصاص القصاص فبيننا وبين الجيش والشرطة الدم واتخيل أن يردد الجنود نفس المعني فقد أريقت دماء بين زملائهم كما نالتهم عبارات السباب في كرامتهم وهم كما يعتقدون يؤدون واجبهم الوطني في حماية البلد والمنشآت! يصل المشهد الجنوني الي ذروته في الصراع بين تيارات الاسلام السياسي والتيارات الأخري ووصل الجنون الي الركب مع حكاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتوقع ان يصل الي ذروته مع وضع الدستور واتخيل أن هناك من يدبر ما ذكره دكتور " بسكوتة " كان يعمل في قطاع الاتصالات بحمل السلاح اذا لزم الأمر للدفاع عن الثورة وهو كلام جنوني يمكن استيعابه اذا تذكرنا موقعة فض اعتصام 8 ابريل بالقوه ومهزلة السفارتين الاسرائيلية والسعودية وموقعة العباسيه ومذبحة ماسبيرو ومجازر محمد محمود ومجلس الوزراء وقصر العيني وكلها مشاهد عبثية غاب فيها القانون والعقل والمواطنة والدولة وهيبتها.. وكما يقول أحد الظرفاء فقد أصبح الشعب يضرب اخماسا في اسداس ولبست مصر في الحيط و أصبحت تضرب نفسها بالجزمة علي خلفتها المنيلة ونحن نستحق ذلك بالفعل! وأتوقع ان يتصاعد المشهد الجنوني خلال الأيام القادمة في ظل حالة العداء والتربص بين التيارات الاسلامية وبعض قوي اليسار والاتجاهات الليبرالية وكما قال لي احد الأصدقاء " ولوعلي جثتنا لن نتخلي عن مدنية الدولة ولن نترك الاسلاميين يستفردون برسم مستقبل مصر علي هواهم" وارجو تتبع صفحات الفيس بوك لتعرفوا كلمات ومشاهد الجنون في العداء والتربص بالآخر وسط حالة من الغموض تشعل المشاعر وتتعلق بمحاكمه مبارك ونجليه علاء وجمال والعادلي و المتهمين في موقعه الجمل و تحقيقات المعارك التي أشرت اليها والأهم حقوق الشهداء !؟ وأنا عن نفسي أري معظم المرشحين المحتملين للرئاسة جزءا من المشهد الجنوني أحدهم يتحفنا برسائله عبر موقعه علي تويتر والثاني والثالث والرابع يلفون علي كل الفضائيات والشوادر يؤلمون أذاننا بكلام غير عاقل وينافسهم في ذلك بعض اخوتنا السلفيين هدانا وهداهم الله ولا أزيد سوي بأن نتقي الله في مصر كلنا وأن نحاول ولمرة واحدة منذ ثورة 25 يناير ان نطبق القانون بحسم وان نعلم اننا في مرحلة انتقالية لنقل السلطة وليس لهدم الدولة أو لتحويل البلد كلها الي مستشفي العباسية .. ومن يريد أن يعرف الي اين تسير مصر أرجوه ان يشاهدنا كلنا ويشاهد البلد في اليوتيوب .. وسيبكي مثلي !! آخر سطر : رسالة مخلصة للقائمين علي المجلس العسكري .. رضا كل الناس غاية لا تدرك !