ظلت الثورة المصرية .. مصرية وصافية وخالصة وشاملة حتى يوم (19 مارس 2011) .. فعند هذا اليوم بدأ الانشقاق والتشرذم. تفرقت بنا السبل بضربة الاستفتاء .. استفتاء على إيه مش فاهم، وتعديلات إيه يا جدعان ولا مؤاخذة؟ .. هو مش النظام سقط بدستوره ببابا غنوجه؟ .. وقعدنا يومها نصرخ وننبه ونحذر ونقول: يا ناس يا خلق يا مصريين ثورتكم عظيمة وملهمة للعالم وتستخق دستوراً جديداً يليق بها وبمصر .. لكن كان التيار الأصم الأعمى قد جرف منا ما يزيد على ثلاثة أرباعنا .. لدرجة أن بعضنا أشاع إن اللى معترض على الكلام ده كافر .. آه والله كده خبط لزق .. والمصيبة مش بس فى بعضنا الذى أشاع الكلام ده، لا دا كمان فى معظمنا الذى صدق الكلام ده.. مين بقى كان يسمع صوت أقل من ربعنا اللى صرخوا فى وسط تكبيرات وتهليلات أكتر من تلات ارباعنا؟؟ .. خلاص تعظيم سلام للديمقراطية الوليدة .. فقد كان أكبر عدد من المواطنين فى تاريخ مصر ينزل لصندوق الانتخابات .. وهو مكسب عظيم. طيب .. ماشى يابا.. طالما الأغلبية مننا اتفقت على الغلط نبقى احنا نستاهل .. خلاص. وفجأةً اكتشف الجهابذة الكبار أن دستور ( 71 ) الساقط المترقع باستفتاء ( 19 مارس ) .. ما ينفعش نكمل بيه .. مش عشان اللى احنا قلناه وصرخنا عشان الشعب يسمعه إن دا كلام فاضى ولازم دستور جديد .. لأ .. دا عشان دستور ( 71 الساقط المترقع ) ينص على أن السلطة يجب تسلم لرئيس المحكمة الدستورية عشان ما فيش مجلس شعب .. أوباااااا .. ايه ده؟؟ .. طب نعمل إيه؟ .. .. .. قال لك: و لا نعمل ولا نخلى .. بلا دستور واحد وسبعين بلا قرف إلغيه كله واعمل إعلان دستورى نمشى بيه البلد لحد ما نضع دستور جديد .. .. طيب أكتر من تلات ارباعنا اللى وافقوا على التعديلات فينهم؟؟ ماحدش اعترض ليه على إلغاء إرادتهم .. ماتفهمش. ياللا بقى نعمل انتخابات .. انتخابات إيه .. هو مش حضرتك يا باشا اسقطت دستور واحد وسبعين بالإعلان الدستورى ولا مؤاخذة .. يبقى نعمل دستور الأول وبعدين انتخابات .. قالك: لأ هو كده .. هو ايه اللى كده؟ .. مش نتفق الأول رايحين على فين وبعدين اللى عاوز يسوق يتفضل على الصندوق؟ وطبعاً اللى حصل من أكتر من تلات ارباعنا فى موضوع التعديلات، حصل تانى من تلات ارباعنا فى موضوع الانتخابات أولاً فى حالة شاذة لا تدخل عقل بشر .. أن يسلم الشعب مقدراته إلى أى حد يقوده قبل كتابة العقد. وضاع صوت ربعنا وسط زمجرة وتكبير وتهليل تلات ارباعنا بالتكالب على المقاعد البرلمانية ولم يسمع الناس ما قاله ربعنا: إن القيادة للأغلبية بالاقتراع الحر المباشر.. نعم الأغلبية تقود لكن لا تضع دستوراً .. لأن الدستورمن الكل .. وللكل .. وعلى الكل .. لكن تقول لمين .. الزيطة كبيرة والفتة كتيير. وبرضه فجأةً .. اكتشف الجهابذة الكبار أنه آآآآه .. ما ينفعش صحيح أى فصيل مهما كان حجمه يضع دستور يلزم الكل .. طب إيه العمل .. إيه العمل .. بس .. ما فيش غير حل واحد .. نعمل إطار عام يتفق عليه الكل لا يتجاوزه واضعو الدستور .. تمام .. لا مش تمام .. ليه؟ .. عشان فيه ناس مننا اللى حاسين انهم ممكن يفوزا فى الانتخابات معترضين على الإطار العام الجامع اللى اسمه وثيقة مبادئ دستورية عشان ممكن البلية تلعب ويكسبوا ويفصلوا دستور على مقاسهم لوحدهم .. مش بس دول .. دا فيه ناس مننا معترضين على الصلاحيات المطلقة للجيش فى الوثيقة .. وهو ده الموقف دلوقت. ربعنا يقول ويصرخ بالمنطق .. ولمصلحة مصر ولوجه الحق .. وتلات ارباعنا يزمجر ويهلل ويعترض .. وبعد الفاس ما تقع فى الراس نرجع نعيده من الأول فى استنزاف بشع لعمر الوطن واقتصاده وخطط التنمية والتقدم التى يجب ان تسير لقدام ولفوق .. والأخطر استنزاف الثورة وروحها الفياضة .. والأخطر الأخطر بجد .. استنزاف طقطان الشعب .. خلوا بالكم من الأخيرة دى قوى. تسألنى بقى: ايه علاقة البشرى و السلمى بالكلام ده؟ .. هاقول لك اقرأ المقال تانى.