قبل يومين من 30 يونيو، بدأت قيادات الإخوان المسلمين وكذلك قيادات المعارضة في تبادل الإتهامات، حيث هددت قيادات الإخوان المعارضة بأسلوب شديد اللهجة، بينما علقت المعارضة على تلك التهديدات بأنه إذا اعتبرهم الإخوان هم ثورة مضادة فأهلاً بالثورة المضادة. وكان الدكتور صفوت حجازى هدد الداعين لمظاهرات 30 يونيو، قائلاً: "من يرش الرئيس مرسى بالمياه سنرشه بالدم"، وإن الرئيس جاء بانتخابات حرة نزيهة"، بينما وجه حجازى كلمة تحذيرية للرئيس مرسى قائلا: "إن لم تضرب بيد من حديد سيكون لنا كلام آخر". وأضاف أن الجيش يحمى الاتحادية وإن الإخوان المسلمون واثقون منه، ولن نتدخل إلا إذا حدث تهديد للشرعية، مؤكدًا أن الحرية لها ضوابط يجب احترامها، وأن مناخ الحريات التي أطلقها الرئيس مرسي "سمحت للمعارضة بتخطي حاجز الأمن القومي والإضرار به "، واصفًا مظاهرات المعارضة بأنها ضد الشرعية. وقال: "هناك خط أحمر لدى الإسلاميين.. لن نتحرك ولن نتدخل إلا إذا تم المساس به يتمثل في رئيس الجمهورية والقصر الرئاسي، ومن أراد أن يتظاهر فليتظاهر لمدة 20 شهرا، سواء كان هذا التظاهر لعرض مظلمة أو للمطالبة برحيل حكومة" وقال محمد البلتاجى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين:" إن الإسلاميين في مصر لن يسمحوا بأي انقلاب على الرئيس، ولو على رقابهم". لافتا إلى أنه لم يأتِ إلى هنا للدفاع عن الرئيس مرسى ولا جماعة الإخوان، ولكن جاء ليدافع عن الشرعية قاسمًا بالله أنه على استعداد لتقديم روحه؛ للحفاظ على إرادة الشعب المصرى. وأضاف البلتاجى، خلال مشاركته فى المليونية التى دعت إليها الجماعات الإسلامية للدفاع عن شرعية الرئيس مرسى بعنوان الشرعية "خط أحمر"، أنه ينتظر الثوار الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير للرجوع عن تظاهرات 30 يونيو، مضيفًا أنه من العيب أن يقود ثورة ثانية المحامى مرتضى منصور والإعلامى توفيق عكاشة، وأحمد فضالى. وأكد أنه يجب على الثوار أن يغسلوا أيديهم من مصافحة أيدى الفلول لمصلحة الثورة، ولتحقيق أهدافها التى تتمثل فى عيش حرية عدالة اجتماعية، مستنكرًا حرق مقرات جماعة الإخوان المسلمين فى المحافظات ثم يقولون سلمية. وأكد البلتاجى أن محاولات 30 يونيو لإسقاط مرسى لن تفلح إلا على رقابنا، موجهًا قائلا:" اللى فاكر إننا سنخلى الميدان علشانكو تبقو بتحلموا وأننا معتصمون للدفاع عن الشرعية ولن نقبل أن تسرق أراضى مصر", وأنهى البلتاجى كلمته قائلاً:" على المعارضة العودة إلى طريق الصواب". كما قال المهندس عاصم عبد الماجد، القيادي بالجماعة الإسلامية، ومؤسس حملة "تجرد"، سنقف في وجه الرئيس محمد مرسي، إذا تسامح مع المتآمرين، الذين يعتدون اليوم على الإسلاميين. وتابع، أثناء كلمته في مليونية "الشرعية خط أحمر"، "من الممكن أن نتسامح مع المنخدعين، ولكننا لا يمكن أن نتسامح مع المتآمرين، وسنطالب الرئيس بالقضاء عليهم"، مهددًا أعضاء حملة تمرد، والتيار الشعبي، بأنه إذا قام أحدهم بالاعتداء على أي عسكري من الجيش، فسوف يقطع الإسلاميون رقابهم. من جهة أخرى، أعرب المستشار أحمد الفضالي منسق عام تيار الاستقلال عن تفاءله بتصريحات البلتاجى بشأن ثورة 30 يونيه النهاية، ووصفها بأنها ثورة مضادة، موضحًا أن تصريحات البلتاجى تؤكد أن الإخوان قد فقدوا توازنهم من جراء صدمتهم بسبب الخروج الكبير للمواطنيين في مسيرات واعتصاملت بكل محافظات مصر استعداد ليوم 30 يونيو. وأكد أن الإخوان أصبحوا مرعوبين و متخبطين من مفأجاة يوم، موضحًا أنه إذا كان تظاهر الثوار في الميادين وخروج غالبية الشعب المصري إلى الشوارع والميادين ومواجهة جرائم حكم الإخوان هى ثورة مضادة فأهلا بالثورة المضادة وكلنا الثورة المضادة. ووجه محمد أبو حامد البرلماني السابق، رسالة إلى عاصم عبد الماجد، القيادي في الجماعة الإسلامية، قائلاً له: "المقصلة التي تهدد بها الشعب المصري ستكون على رقبتك أنت وجميع الإرهابيين وسوف يحاكمك الشعب أنت ومرسي على جرائمكم". كما وجه رسالة إلى البلتاجي، حيث قال له "إلى البلتاجي زمن الحوار الجاد انتهى ومن يجلس معكم خائن للشعب والوطن ولا بديل عن خلع مرسي ومحاكمته وأنت وقيادات الجماعة معه". من ناحية أخرى، شهدت مقار الإخوان المسلمين في مختلف المحافظات عمليات تأمينية من قبل شباب الإخوان، وذلك من أجل حمايتها من قبل المعارضين. فيما ترددت أنباء عن تلقي نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أصحاب الصفحات الرسمية المعارضة لنظام مرسي، تهديدات بالقتل والسحل وتعليق المشانق لهم عبر مكالمات هاتفية من رقم عبارة عن ثمانية أصفار، الأمر الذي فسره النشطاء بأن هناك تسهيلات كبيرة من وزارة الإتصالات لجماعة الإخوان كي تفعل ما تريد مع معارضيها. ومن الملاحظ أن الوضع لم يتوقف على القاهرة فقط، ولكن امتدت أثره للمحافظات، حيث شهدت محافظة الفيوم، قيام شباب الإخوان برسم جرافيتى على جدار مبنى، قريب من ميدان قارون، وكتبوا عليه عبارات تحمل تهديد مباشر، لمعارضي الرئيس مرسي، بتهمة قتل محمد الشلقانى،حيث كتبوا "مش هانسيب حق الشهيد"، "حق الشلقانى" تحت بعض الرسومات الجرافيتى، الخاصة بالشهداء جيكا، والشيخ عماد عفت، ولآخرين رسمها أعضاء شباب 6 أبريل منذ شهور.