بعيدا عن منافسات السياسة التي تزداد اشتعالا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية ، ألقت ثورة يناير بظلال الحرية على مجالات لمسها المواطن بشكل مباشر، ومن بينها أداء الصلاة بالمساجد دون خوف من عيون أمن الدولة ، التي كانت تصنف كل ملتزم في دائرة الانتماء للجماعات الدينية ، خصوصا الإخوان المسلمين . وكان أمن الدولة في ظل النظام السابق ، يفرض على موظفي الأوقاف المسئولين عن خدمة المساجد ، إغلاقها بمجرد الانتهاء من أداء الصلاة. أما بعد ثورة يناير ، فأصبحت بيوت الله مفتوحة طوال اليوم ، كما بات من متاحا أن يقام بها أنشطة دعوية وحلقات ذكر . و يقول إمام وخطيب مسجد الشامله بمركز شبين القناطر الشيخ محمد مصطفي ان شهر رمضان الماضي كان هو الشهر الاول الذي استطعنا فيه الاعتكاف بالمسجد وأداء صلاة التهجد علي عكس ما كان يحدث في الماضي ، حيث كنا نتملق أمن الدولة لتسمح لنا بذلك . وأضاف أن المسجد عاد لأداء جانب كبير من أدواره الرئيسية، ومنها تربية النشء وطلاب العلم على صحيح الدين، بدلا من تركهم فريسة للظواهر السلبية، كالتدخين والإدمان . وتشير جيهان الخولي المعلمة والمشتغلة بمجال الدعوة أن أكثر مساجد مركز شبين القناطر ملحق بها مكان للسيدات مؤكدة أنه بعد الثورة سمح لهم بالجلوس في المساجد لممارسة النشاط الدعوة بعد أن كان في الماضي يتقابلوا في بيوتهم. ويلاحظ أن الملاحق النسائية بالكثير من المساجد تشهد منذ بداية يناير إقبالا متزايدا، و ذلك في ظل نشاط ملحوظ من قبل داعيات كن محرومات من إلقاء الدروس ، لاسباب أمنية . وحسب الخولي ؛ فإن كثير من النساء كن يجدن صعوبة في الوصول للمعلومة الدينية الصحيحة ، وصار بامكانهن حاليا التواصل من خلال الدروس و اللقاءات اليومية و الأسبوعبة ، أن يتعرفن على جوانب كثيرة مهمة . وتشهد المناطق الشعبية على وجه الخصوص اقبالا من جانب الموطنين على حضور الدروس الدينية التي ينظهما دعاة كانوا محرومين من أداء دورهم لأسباب دينية ، فيما تنامت أعداد حلقات حفظ القران الكريم ، التي تتم بعد صلاتي العصر و العشاء ، خصوصا في المناطق الريفية .