قالت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية إن ارتقاء الأمير نايف إلى قمة سلم الخلافة من المتوقع ألا يمثل أي مخاطر على السياسات السعودية الموالية للغرب، وبشكل خاص تحالفها الوثيق مع واشنطن. وأضافت أن نايف شخص أكثر تقلبا من القائد السعودي الحالي الملك عبد الله الذي مضى قدما مع الإصلاحات مثل وعد النساء بالمشاركة في التصويت في انتخابات عام 2015، رغم تذمر المؤسسة الدينية القوية في البلاد. وأشارت إلى أن الأمير نايف تسبب في انتقادات لاذعة نتيجة مقابلة أجراها عام 2002، قال فيها إن الصهاينة - في إشارة إلى اليهود - هم المستفيدون من هجمات 11 سبتمبر، لأنها حولت الرأي العام العالمي ضد الإسلام والعرب. وأوضحت أن ولي العهد المتوقع أعرب عن استيائه من بعض الإجراءات التي اتخذها عبد الله بالمزيد من الانفتاح، وقال عام 2009 إنه لا يرى حاجة كي تقوم النساء بالتصويت في الانتخابات أو تشارك في السياسة، وهي وجهة النظر التي يشاركه فيها الكثير من رجال الدين السعوديين، الذين يتبعون نمطا صارما من الإسلام هو الوهابية. وأوضحت أن تأييد هؤلاء يمنح الأسرة الحاكمة السعودية الشرعية لحكم دولة تضم أقدس الأماكن الإسلامية. ونقلت عن علي فاخرو - المحلل والمعلق السياسي في البحرين- قوله "نايف أكثر تدينا وأقرب إلى الجماعات السعودية التي تنتقد بشدة قرارات الملك بخصوص النساء، والخطوات الأخرى التي اتخذها لتحقيق التوازن في الممارسات الدينية الجامدة في المملكة. ونقلت الصحيفة عن عبد الخالق عبد الله - أستاذ الشؤون السياسية في جامعة الإمارات- قوله إن المتوقع بشكل أكبر أن نايف سيوقف أي تغييرات، وهذه ليست أنباء جيدة للسعوديين أو للمنطقة. وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه مع قوة الأمير نايف، أكبر مسؤول لفرض القانون في المملكة منذ عام 1975، فإنه من غير المتوقع أن يكون هناك تحدي خطير، خاصة في ظل قيادته للبلاد خلال فترات الغياب للظروف الطبية للملك عبد الله والأمير سلطان. ونقلت الصحيفة عن مؤلف كتاب "الخلافة في المملكة" قوله: "لن نرى تغييرات درامية في الملكين أو الثلاث ملوك القادمين، سيأتي التغيير عندما يأتي جيل جديد". وقالت صحيفة "الأوبزرفر" إن الأمير نايف هو العضو الأكثر قوة في العائلة المالكة السعودية، وأضافت أن تأثيره في حال توليه الحكم على أية إصلاحات خاصة فيما يتعلق بتصويت النساء في انتخابات المجالس البلدية 2015 مازال غير معروف. أما الصنداي تايمز فكانت أكثر وضوحا عندما قالت إن آمال السعوديين في الإصلاح السياسي ستضرب فعلا عندما يضع الأمير نايف المتشدد عينيه على عرش المملكة، وتابعت تقول "نايف شخص محافظ فيما يتعلق بالإصلاح السياسي وحقوق النساء والأقليات الدينية، وكرئيس للأمن، أشرف على سجن المعارضين وفرض رقابة صارمة على الصحافة". وقالت "الصنداي تلغراف" إن احتمال تسلم أمير مسن السلطة من آخر ربما يظهر أن السعودية الأكثر محافظة بين الدول العربية تتبنى التغيير بحذر. ونقلت الصحيفة عن المحلل المقيم في جدة مصطفى العاني، من مركز الخليج للأبحاث، قوله "الطلب على الإصلاح موجود، لكن ليس ثمة ضغط كي يأتي على الفور". وتابع بقوله "الشعب السعودي كان ينظر إلى ما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا، وهم لا يريدون هذا النوع من الفوضى وإراقة الدماء، هم يريدون تطورا وليس ثورة، وأن تجري الأمور في هدوء وبطء، ربما لا تكون سياسة مثالية لكنها آمنة".