عقدت "ورشة الزيتون" التابعة لحزب "التجمع" والتي يديرها الشاعر شعبان يوسف، مساء اليوم، ندوة لمناقشة رواية "ساحل الغواية" للروائي محمد رفيع. في بداية الندوة تحدث الناقد والروائي سيد الوكيل قائلا: " إن هذه الرواية لم تأت من فراغ، بل من خبرة ومعرفة، فعبر أعماله السابقة استطاع رفيع أن يصنع بناء معماريًا روائيا منضبط الإيقاع مع أحداث العمل، يشكل سيمفونية في كل مناطق الرواية". وتابع الوكيل: "نجح رفيع أن يصنع رواية خرجت من العالم المدنى إلى عالم الصحراء، ليجعل القارئ يتأمل العادات والتقاليد الشعبية في حياة البدو. وتعامل رفيع مع عالم الصحراء باعتباره أقرب إلى كتاب مفتوح، ووضع فيه السحر والفانتازيا والميتافيزيقا والإسقاطات الثقافية والاجتماعية والتاريخية والسياسية، بالإضافة إلى رصده للاحتلال العسكري الانجليزي الذى كان مستوطنا في صحراء القبائل البدوية". وأشاد الوكيل باللغة التى كُتبت بها الرواية، مؤكدا أنها صنعت خيالا أسطوريا قادما من الصحراء بحكايات تكشف عن أسرار هذه المنطقة المثيرة". من جهته أشار الناقد الدكتور يسري عبد الله إلى العنوان الفرعى للرواية (في صحراء أقل موج)، معتبرا أن الكاتب يقصد به انعزال عالم البدو عن الحياة الكونية، ليعيشوا على حكاياتهم الشعبية الأسطورية، وعلى مشاهدة الشخصيات النادرة المقبلة من بعيد، فى ترقب وتساؤل: ماذا تحمل هذه الشخوص من أشياء لتغير مسار أحداث حياتهم؟ وأيضا في انتظار شخصيات تنتمي لحياتهم عادت من العالم الآخر لكى تحكي لهم عما حدث هناك، وهم يحكون لهم عما حدث هنا أثناء غيابهم". أضاف د. يسري: " لقد صنع رفيع عالمه الخاص، واستطاع أن يلعب على الزمن عندما جمع الماضى والحاضر والمستقبل فى زمن واحد، وعمل علي إضاءة جوانب جديدة فى حياة البدو، بلغة تحمل الشعرية والعاطفة، حتى يتجلى التاريخ الشعبى الأسطوري البدوى".