قال محمد فايق - نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان - إن الكثير ممن شاركوا في ثورة 25 يناير كان لهم ثأر مع جهاز أمن الدولة المنحل، وهو ما جعل مناهضة التعذيب أولية قصوى خلال المرحلة المقبلة. وقال - خلال المائدة المستديرة التى عقدها المجلس تحت عنوان "نحو ثقافة جديدة لمناهضة التعذيب" اليوم الثلاثاء - إن قضية خالد سعيد أحد أهم أسباب الانفجار في 25 يناير التي تدخل ضمن نطاق قضايا التعذيب، مؤكداً على أهمية تدعيم وتقوية الآليات الوطنية لمناهضة التعذيب حتى لا نعرض أنفسنا للتدخل الخارجي. وأكد المشاركون في المائدة المستديرة أن التعذيب في مصر كان يأخذ طابعًا منهجياً، وأن تلك المشكلة تحتاج إلى إجراءات عاجلة وأخرى طويلة المدى وكلاهما يبدأ بإظهار الإرادة السياسية لمناهضة التعذيب. وتركزت توصيات المائدة في الجوانب التشريعية إلى ضرورة إنهاء حالة الطوارئ التي تمثل السبب الرئيسي وراء تفشى الظاهرة وضرورة إدخال تعديلات تشريعية على مواد قانون العقوبات وقانون الإجراءات القانونية في شأن تعريف جريمة التعذيب على نحو ما أوردته اتفاقية مناهضة التعذيب، وتجريم استخدام الأقارب وتعذيبهم للضغط على المتهم ولابد من تحديد أماكن الاحتجاز وأن تكون خاضعة لإشراف السلطة القضائية، وتحديد آلية جديدة لاختيار النائب العام وضرورة استقلال الطب الشرعي والسماح للمنظمات المجتمع المدني بعمل زيارات منتظمة للسجون، كما طالبوا بضرورة الانضمام للبرتوكول الاختياري المحلق باتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب. وكذلك تزويد الطب الشرعي بالإمكانيات الفنية التي تعزز قدراته على الوصول للتشخيص الدقيق بالإضافة إلى حضور المحامين في التحقيقات الأولية للمشتبه فيهم. وطالب المشاركون بضرورة أن تشمل جهود الإصلاح بوزارة الداخلية تعزيز قدرات إدارة التفتيش والرقابة على نحو يكفل منع تجاوزات أفراد الشرطة ومراجعة اللوائح الداخلية بالوزارة بما يسمح تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات العامة. وأضاف المشاركون فيما يخص مؤسسة الأمن أن يكون المجندون في قطاع الشرطة من المتعلمين وليس من الأميين، وضرورة توجيه عناية خاصة لتصحيح أوضاع أمناء الشرطة بما يكفل حياة كريمة لهم والارتقاء بمستوى الضباط المحققين. وختم المشاركون مائدتهم بأهمية إعادة النظر في مكونات برامج التدريب المخصصة لموظفي إنفاذ القانون على نحو يتجاوز التعريف بالآليات والإجراءات إلى غرس قيم حقوق الإنسان ومناهضة التعذيب مؤكدين على أنهم سيوصلون الجهود الرامية لدمج مبدئ حقوق الإنسان وقيمها في برامج التعليم كافة. شارك في المائدة المستديرة ممثلون عن وزارات ومنظمات حقوقية وعدد من المستشارين وعدد من أعضاء المجلس القومي، وشهدت حضورًا دوليًا بمشاركة "جورجيو كرتشيلو" ممثلا عن المجلس الدولي لتأهيل ضحايا التعذيب، وكذلك ممثلين للسفارة الهولندية في مصر، بالإضافة إلى الدكتورة سهير لطفي رئيس وحدة مناهضة التعذيب بالمجلس القومي لحقوق الإنسان.