يُقام مساء غد، الخميس، عزاء العالم الجليل الدكتور تمام حسان بمسجد عمر مكرم. والدكتور حسان الذي وافته المنية أمس الثلاثاء، عن عمر يناهز 93 عاما، مولود بقرية " الكرنك" محافظة قنا في 27 يناير 1918، وهو أحد أكبر العلماء اللغويين فى العصر الحديث، وحاصل على "جائزة فيصل" عام 2006، وله العديد من الكتب والأطروحات اللغوية المهمة، منها كتابه "اللغة العربية معناها ومبناها"، و"البيان فى روائع القرآن"، و"اللغة فى المجتمع"، وغيرها. ومن ترجماته "مسالك الثقافة الإغريقية إلى العرب"، "الفكر العربى ومكانته فى التاريخ"، "اللغة فى المجتمع"، "أثر العلم فى المجتمع"، و"النص والخطاب والإجراء". عمل حسان أستاذاً للعلوم اللغوية فى العديد من الجامعات، منها القاهرة والخرطوم وأم القرى، كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية فى مصر والعالم العربى، وأسس الجمعية اللغوية المصرية وانتخب عضوا فى مجمع اللغة العربية. يقول الدكتور أحمد كريم بلال الناقد الأدبى وأحد تلامذة الدكتور تمام، عن شخص الراحل العظيم، ل"المشهد": " عند دراستى الماجستير كان هو أستاذاً فى قسم (اللغويات)، وكنت أنا أدرس بقسم الدراسات الأدبية، ومع ذلك كان الرجل يلقانى بصدر رحب، وكان يشير عليّ فى بعض الأمور التى أفدت منها كثيرا فى دراستى عام 2002، كما أنه صاحب الدراسات المهمة جداً منها كتابه الموسوعى "البيان فى علوم القرآن"، وهو أول دراسة أسلوبية تركيبية للقرآن الكريم، حيث اختلف الرجل عن أساتذة النحو واللغة التقليدين الذين يعالجون التركيبات اللغوية فى جفاف وجمود، فهو يملك - إلى جانب معرفته اللغوية الضخمة - حس الأديب، وهذا شيء مهم، لأن هذا الحس يتيح له تذوقا أدبيا وحسا فنيا لا يتاح لغيره، ومن أهم إنجازاته أيضا كتاب "اللغة العربية مبناها ومعناها"، والمهم أن الرجل كان مختلفا فعلا، مختلفا لأن له رؤية جديدة وحسا متميزا، ويطرح موضوعات مبتكرة وأصيلة، فهو ليس لغويا تقليديا جامدا يعالج اللغة فى إطار التقنين ووضع الحواجز، إنه مبتكر ومجتهد".