أفادت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية أن الولاياتالمتحدة تستعد لسيناريوات التدخل فى سوريا ومن بينها إدخال قوات برية ، مشيرة إلى مخاوف الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" من الصعوبات التي تنطوي عليها عملية تحييد التهديد الكيماوي، بدءا من المعلومات الاستخبارية الدقيقة المطلوبة للعملية، وكذلك المخاطر الكامنة في إزالة وتركيز المواد الكيماوية السامة. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين بارزين أن القيام بعملية واسعة النطاق لعزل التهديد الكيماوي في سوريا يتطلب إدخال قوات برية على نطاق واسع ، يشارك فيها ما لا يقل عن 75 ألف من الولاياتالمتحدة ودول أخرى . موضحين أن القوات البرية يجب أن تشتمل على وحدات "كوماندو" خاصة، ووحدات إستخباراتية ، وخبراء في مجال الأسلحة الكيماوية. ولفتت "هآارتس" أن الغرب على علم بوجود 18 موقعا ،على الأقل، يستخدمها النظام السوري لتخزين الأسلحة الكيماوية . وأضافت أن إدخال قوات برية لسوريا سيواجه بمقاومة عسكرية من قوات "الأسد" ، سواء للدفاع عن المواقع أو لإظهار الحرب على أنها مؤامرة مشتركة للغرب وتنظيم "القاعدة" لإسقاط النظام. وأشارت إلى وجود إنقسامات فى الرأي حول إحتمالية تدخل إيران و حزب الله فى تلك المعركة . وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن الأسلحة الكيميائية يجب تركيزها في منطقة ربما تكون خارج سوريا ، من أجل العمل على عزلها ودفنها أو تدمير المنشآت التي تحتوي على هذه الأسلحة . ورأت الصحيفة أن تلك العملية ستكون ضخمة جدا ، وستستغرق شهور طويلة، وهو ما إعتبرته أسبابا جيدة للإدارة الأمريكية لتجنب القيام بعملية في سوريا . وضمن السيناريوهات الأمريكية المحتملة في سوريا، بحسب ما أوردته "هآارتس"، أشارت إلى إمكانية تسليح المعارضة ، بحيث أن يعجّل ذلك بسقوط النظام ، لكن هذا السيناريو يضع فى الإعتبار أن هذا قد يدفع "بشار الأسد" إلى رفع القيود عن إستخدام تلك الأسلحة ضد المعارضة ، خاصة إذا سقطت بعض تلك المستودعات فى أيدي المعارضة أو المنظمات الإرهابية . ومن بين السيناريوهات ، قصف مواقع الأسلحلة الكيمائية عن بعد بإستخدام الصواريخ من البحر، لكن هذا السيناريو أيضا قد يدفع النظام السوري إلى مهاجمة أهداف أمريكية، وقد يجر ذلك الولاياتالمتحدة إلى عملية عسكري واسعة. أيضا سيناريو إقامة حزام أمني على طول الحدود مع تركيا والأردن، إلا أن إقامة مثل هذه الأحزمة ستؤدي إلى رد سوري قد يدفع الولاياتالمتحدة إلى التدخل العسكري الواسع. سيناريو آخر ، وهو إرسال قوات برية إلى سوريا للإستيلاء على مخازن الأسلحة الكيمائية ومنع سقوطها فى أيدي الجماعات الإرهابية ، إلا أن ذلك السيناريو يتطلب إرسال عشرات آلاف الجنود إلى سوريا للسيطرة على المخازن، الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب جديد في الشرق الأوسط .