أشار الإعلامي باسم يوسف، مقدم البرنامج الساخر "البرنامج" في حديث مع قناة "العربية" الى أنه "إذا كان النظام يعتبره أراجوزا، فلماذا يخافون من الأراجوز؟"، مشيرًا الى أن التهم الموجهة ضده "لا توجد إلا في الأنظمة الشمولية التي تكرر ألفاظ قيم المجتمع وإسقاط النظام"، وإستنكر قائلاً: "هل يريدون مني أن أطبل للنظام؟". ومن المفترض أن تبثّ المقابلة على قناة "العربية"، غدًا الإثنين، في الرابعة مساء بتوقيت جرينتش، وستكون الإعادة في اليوم نفسه الساعة 23.30 بتوقيت جرينتش. وقال : "إذا أسقط برنامجي النظام، هذا معناه أنه نظام هش لا يستحق أن يستمر، فأنا لم أسمع عن برنامج أسقط أي نظام في العالم". وناشد يوسف، وزير الإعلام المصري لكتابة نص "البرنامج"، رداً على تصريحات الأخير بأنه مستعد للوقوف بجانبه ولكنه لا يؤيده في أخطائه، ووصفه للبرنامج بالمناقض لقيم الشعب المصري. وحول الاتهامات التي تم التحقيق فيها معه أخيراً، ذكر يوسف أن التحقيق جرى في 3 تهم هي إهانة الرئيس وازدراء الإسلام ونشر إشاعات مغرضة، وأن هناك بلاغات أخرى لا يعرف إذا كانت ستحال للتحقيق أم لا، منها نشر الشذوذ والإلحاد وإهانة باكستان وازدراء الإسلام وإهانة الرئيس مرة أخرى. وأعلن باسم عن إيقاف برنامجه لمدة أسبوعين لقيامه بإجازة، وأوضح أن هذا القرار ليس له أي علاقة بالضغوط، فهم يعملون منذ 9 أشهر بدون توقف، ولأن أعياد سيناء وشم النسيم قادمة فهي فرصة للحصول على إجازة، كما أنه مسافر إلى أمريكا لحدث سوف يعلن عنه لاحقاً. وأشار يوسف الى أنه لا يفهم لماذا الهجوم على توقيت الإجازة، فالجميع يأخذ إجازة، والبرنامج سيتوقف في رمضان أيضاً، لأن هذا شيء هام لتجديد نشاط العاملين بالبرنامج والمحافظة على جودة المحتوى. وأكد يوسف بأن الرئاسة لم تكن طرفاً في أي بلاغ مقدم ضده، وأن قرار الرئيس بسحب البلاغات ضد الإعلاميين قرار صائب، قائلاً "لم نقم بثورة على نظام كان يقمع بعض الحريات حتى نستبدله بنظام يمن علينا بإعطائنا هذه الحريات". وذكر أنه "من غير المقبول على الإطلاق بعد الثورة أن يتم الإبقاء على قوانين مكتوبة من القرن الثامن عشر والتاسع عشر مثل إهانة الرئيس والحسبة، وهذه كلها سمات الأنظمة الفاشية في كل مكان". وقال إنه لا يعلم إذا كان الرئيس المصري، محمد مرسي، يشاهد برنامجه، ولكنه يتمنى أن يستضيفه وهو ما حاول عمله في حلقته الأولى من "البرنامج" لكن الظروف لم تسمح. وقال يوسف إنها ستكون رسالة أن انتقاده للرئيس بطريقة ساخرة ليس معناه العداء بينهما. وأكد يوسف على أنه لا يهاجم دولة قطر على الإطلاق، وأنه في نهاية الحلقة التي اتهم فيها بذلك قال: "لا أحد يتهم قطر، ناسها عرفوا كيف ينموا بها، وأن العيب ليس على المشتري، العيب على البائع". وأوضح أن تلك الحلقة كانت انتقاداً لمصر والحالة التي وصلت إليها، واصفاً الحلقة بأنها ليست ساخرة بل بكائية. وتابع: "الموضوع ليس قطر، المشكلة أننا تحولنا لنظام متسول، أهلا بالاستثمارات القطرية والإماراتية، لكن النظام المصري يدعي أن لديه مشروع نهضة، ثم يعيش على الهبات". وعلق يوسف على أن الأزمة التي تعيشها مصر ترجع إلى سياسات النظام، فالأخير نجح في تنفير جميع القوى السياسية، ونجح في إبعاد المصريين عنه في الداخل والخارج. وعن الاتهامات الموجهة للبرنامج باحتوائه على ألفاظ تخدش الذوق العام، قال يوسف إنه لا يحب التعميم لأن الشعب المصري 90 مليون مواطن ولا يمكن وصفهم جميعا بالمحافظين، وأن هذه الإيحاءات كانت في بعض الحلقات فقط، وما فرضها هي مقاطع الفيديو المستخدمة وكان أغلبها من قنوات دينية، على حد وصفه. ولم يستبعد يوسف أن يكون برنامجه ظاهرة وقتية، قائلا إن الدوام لله وحده، وإن هناك العديد من البرامج كانت شهيرة وحققت نجاحاً جماهيرياً ثم اختفت، ولكنه يتمنى أن يغير البرنامج طريقة التسلية في الإعلام المصري، فالبرنامج يقدم رسالة لكن بطريقة مسلية. وعن الحديث حول احتمالات منع عرض البرنامج، صرح يوسف بأنه سيتم إذاعته على يوتيوب أولا، وإذا تم وقفه نهائياً فسيضطر لإذاعته من الخارج، متمنياً ألا يحدث ذلك لأن في هذه الحالة سيُتهم بمهاجمة مصر من الخارج. ووصف يوسف نفسه بالسوداوي، قائلاً إن السخرية تنبع من السواد، وإنه يتوقع الأسوأ دائما. وحول الإجراءات الأمنية للمسرح الذي يقدم عليه "البرنامج"، أوضح أنها ليست لأمنه الشخصي ولكن لقرب المسرح من ميدان التحرير الذى تقع به كل الأحداث، فهذا التأمين للجمهور الذي يأتي للمسرح كل أربعاء لمشاهدة البرنامج. وأكد أن : "هذه ليست تجهيزات غير طبيعية، بل تجهيزات تجدها في أي فندق، وأنا لا أحب التحدث عن التهديدات التي تأتي لشخصي لأن الله وحده الحارس". وعن حقيقة أن منتج البرنامج ينتمي لأسرة إخوانية، أكد يوسف هذه المعلومة، قائلا إن المنتج تجمعه به علاقة شراكة وصداقة منذ 13 عاما، وهو لا يتدخل في المحتوى، كما لا يتدخل هو في عمل المنتج. وأشار يوسف الى أنه أمضى عشرين عاما في ممارسة الطب، مما كون شخصيته وأنها فترة يعتز بها، ولكنه في مرحلة مختلفة الآن، ووقته لا يسمح له بالجمع بين المهنتين، فهو الآن مستمتع بعمله الإعلامي، وبعد انتهاء هذه المرحلة من الممكن أن يمضي وقته بالاستمتاع بصيد الأسماك. وقال إن خط "البرنامج" لم يتغير منذ بدايته على الإنترنت، وهو برنامج ساخر، والسخرية في العالم كله تتجه نحو السلطة وتقف أمامها كالصوت المعارض. وأكد أن الاتجاه اليميني في أي دولة هو مصدر رائع للسخرية والكوميديا، مثل ما حدث مع الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، فقد عاشت كل البرامج الكوميدية في أمريكا أزهى عصورها في وقته.