شدد السفير محمد صبيح -الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين والأراضى العربية المحتلة- اليوم -الأربعاء- على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى ومؤسسات حقوق الإنسان للحد من السياسة العنصرية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى. وأدان صبيح -فى تصريح للصحفيين- الانتهاكات التى تتعرض لها المقدسات فى الأراضى الفلسطينية من قبل جماعات يهودية منظمة ومتطرفة، والتى كان آخرها مسجد طوبا الزنغرية. وأكد صبيح: هذه سياسة ثابتة منذ قيام إسرائيل عام 1948، وملف العدوان على المقدسات يشمل عدداً هائلاً من المساجد التى تم تدميرها فى فلسطين، منها ما حولته سلطات الاحتلال إلى ملاهٍ ليلية، ومنها ما تم تحويله إلى أماكن لتربية الحيوانات أو لممارسة العمل الزراعى. وأشار صبيح إلى أن الاعتداء على هذه المساجد يندرج ضمن انتهاكات إسرائيل للتراث المهم، لافتاً إلى مسجد حسن بيك فى يافا، مؤكداً أن الأمر غير مقصور على المساجد، بل هناك كنائس تم الاعتداء عليها، وكذلك مقابر تاريخية تحوى رفات شهداء وعلماء وعدد من أصحاب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- مثل مقبرة مأمن الله فى القدس. وأضاف: من الواضح أن إسرائيل تستهدف أماكن دينية وتاريخية لها مكانة رفيعة لدى الشعب الفلسطينى، ضمن تنفيذها لأكبر حملة تطهير ومسح للهوية والذاكرة الفلسطينية. وحول الاعتداء على مسجد النور فى طوبا الزنغرية فى الجليل الشمالى، رد السفير صبيح: هذا المسجد من أكثر المساجد جمالاً وشكلاً يتم حرقه من قبل المجموعات الصهيونية المتطرفة، مما يستدعى تدخل كل من يتغنون بالدفاع عن التراث الإنسانى لمنع تكرار مثل هذه الجرائم. وتساءل صبيح: بما أن الشرطة الإسرائيلية تقول إنها تعرف أدق الأمور، ومن هم المتطرفون، فلماذا لا تتحرك جدياً لضبط الأمور ومنع تنفيذ المزيد من الهجمات على الأماكن المقدسة؟ وقال: نربط الاعتداء على مسجد النور بحرق المسجد الأقصى سابقاً، وما تتعرض له مقبرة باب الرحمة فى القدس، ومطلوب الآن من إسرائيل أن تحدد بشكل واضح هل هى دولة تتواطأ مع المستوطنين والمتطرفين الذين يحرقون الممتلكات والمساجد والمزروعات فى الضفة الغربية ويرفعون شعارات عنصرية، إلى أن تفاقم الأمر وانتقلت هذه الممارسات إلى أراضى ال1948م. أردف صبيح: هذه الممارسات العنصرية جرت، بينما الكنيست الإسرائيلى كان منشغلاً بإقرار 16 قراراً عنصرياً ضد المواطنين العرب بأقل من سنة، وهذه السياسة موجودة فى الفتاوى التى يصدرها عدد كبير من الحاخامات ورجال الدين يومياً للشباب والجيش والأجهزة الأمنية، ولا ننسى مجموعة الحاخامات الموجودة فى مدينة صفد والتى تصدر فتاوى بقتل الأطفال الفلسطينيين، وبحرمان الطالب العربى حامل الجنسية الإسرائيلية من السكن فى صفد للدراسة فى الجامعات والمؤسسات التعليمية. وتابع صبيح: هذه عنصرية من الدرجة الأولى، وهى أبشع مما كان يتم فى جنوب إفريقيا إبان نظام التمييز العنصرى، إنهم يتحدثون عن إلغاء اللغة العربية كلغة رسمية وتغيير المناهج الدراسية، فى المقابل نحن أمة نعترف بكل الأديان، ونحافظ بشكل واضح على كل المقدسات والأماكن الدينية، ودليل ذلك إعادة ترميم الكنس اليهودية فى القاهرة والمغرب وفى بغداد ولبنان، مؤكداً أن هذه الممارسات تحتاج إلى وقفة جادة من جميع منظمات حقوق الإنسان ومن البرلمانات ومن اللجنة الرباعية الدولية والأمم المتحدة، وكل من يدافع عن الديمقراطية فى العالم.