طالبت مجلة "تايم" الأمريكية الرئيس محمد مرسى وحكومته بالاستفادة من تجربة الجزائر فى التعامل مع السياسيين الساخرين الذى كانوا يوجهون انتقادات لاذعة لها، وأهمهم وأبرزهم رسام الكاريكاتير على ديلم. وتابعت المجلة، "لو كان الرئيس مرسى فى حاجة إلى مؤشرات لكيفية التعامل مع الإعلامى الساخر باسم يوسف، فربما يجدها فى الجزائر، فهناك عانى نظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وجنرالات جيشه الأقوياء لسنوات من سخرية ديلم، أحد أفضل رسامى الكاريكاتير فى المنطقة، إلا أنه بعد محاولات لا تحصى لإسكاته يبدو أن حكومة الجزائر توصلت إلى نتيجة مفادها أن ديلم لا يمكن وقفه أو على الأقل منعه سيكون مدمراً للغاية لصورة البلاد. ويقول "ديلم"، إن حتى القضاة كانوا يعرفون أن الوقت ليس مناسباً لهم لملاحقته، ولذلك فإن قاعدة الحكومة ضمنيا الآن هى "تستطيع أن تتكلم وتصيح طالما أنك لا تخاطر باستقرار البلاد"، وتطرق ديلم فى حديثه للتايم عن ملاحقة باسم يوسف فى مصر، وقال إنه يفهم رد فعل الحكومة الصارم على برنامج يوسف "البرنامج"، الذى ينتقد مرسى والشخصيات القوية الأخرى، مشيراً إلى أنه لا يندهش من أن النظام الجديد فى مصر تتصرف بهذه الطريقة.. "ففى تقاليدنا، لا أحد يسخر من الشخصيات القوية والمهمة".
إلا أنه يعتقد أنه على قادة مصر أن يعتادوا على السخرية منهم، لأن يوسف فتح الطريق أمام شكل جديد من السخرية السياسية، وأضاف أن النظام سيفزع حقاً من هذه الانتقادات الساخرة بما أنها المرة الأولى، إلا أنه بعد ذلك ستتوالى انتقادات أخرى على نفس الغرار.
وقالت "تايم" إلى أن ديلم، البالغ من العمر 45 عاماً، قد تم ملاحقته قضائيا 50 مرة على الأقل خلال السنوات الحادية عشرة الماضية لإهانته قادة الجزائر، وهى جريمة وفقاً لقانون صدر فى 2001، عندما وقع بوتفليقة ما يسمى بتعديل ديلم، والذى يسمح بأحكام تصل إلى حبس 12 شهراً وغرامة أكثر من 3 آلاف دولار للصحفيين الذين يهينون الرئيس وجنرالات الجيش، وبما أن هذه الإهانات هى أساس رسوم ديلم، فتم اتهامه مراراً تحت هذا البند، وتم تخفيف الأحكام ضده فى الاستئناف، ولم يسجن حتى الآن على الرغم من استمرار سخريته من أهم الشخصيات فى البلاد فى أعماله التى تنشر فى صحيفة ليبرتيه الجزائرية.