أشارت الصحف المحلية الصينية الصادرة اليوم إلى أن استثمارات الشركات والمؤسسات الصينية في البلدان العربية ستصبح نقطة ساخنة جديدة في التعاون التجاري بين الجانبين في العقود المقبلة. حيث أكد عدد من الخبراء أنه بالرغم من التوتر الذي اجتاح عددًا من الدول العربية، فإن الحكومة الصينية تعتزم إقامة 11 معرضًا تجاريًا في البلدان العربية في عام 2012 للوفاء بحاجة رجال الأعمال من المؤسسات والشركات الصينية لزيادة التبادلات التجارية الصينية - العربية، موضحين أن أبرز ملامح التعاون بين الجانبين هي النتائج الإيجابية التى حققها المنتدى الاقتصادي والتجاري الثاني بين الصين والدول العربية الذي عقد مؤخرًا بمنطقة نينغشيا ذات الهوية المسلمة. وأضافوا أن المنتدى كشف أيضًا اتجاهًا جديدًا لنمو العلاقات والتبادلات التجارية بين الصين والبلدان العربية، من خلال توسيع نطاق التعاون التجاري بين الشركات والمؤسسات التجارية من الجانبين إلى المستوى الحكومي بشكل تدريجي في السنوات الأخيرة، مشيرين إلى أن ذلك يعني أن حماسة رجال الأعمال الصينيين حيال التعاون بين الجانبين تواصل ارتفاعها من جهة، ومن جهة أخرى تتمسك الحكومة الصينية بفرص التجارة القيمة في البلدان العربية. وقال المحللون الصينيون إن المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية أعلن عن إقامة 11 معرضًا تجاريًا في البلدان العربية من إجمالي 26 معرضًا خطط المجلس لإقامتها خارج الصين، منها معرضان تجاريان في لبنان والعراق على التوالي في العام المقبل، حيث سيتركز المعرض في لبنان في مايو المقبل على تخطيط المشاريع الصينية، في حين ستعرض المؤسسات والشركات الصينية منتجاتها البنائية والهندسية إضافة إلى المواد الاستهلاكية الأخرى في معرض أربيل الدولي للتجارة في العراق في أكتوبر العام المقبل. ورأى المحللون الصينيون أن من بين المعارض التجارية التي ستقيمها الصين أيضًا بالدول العربية معرض المملكة العربية السعودية وآخر بالإمارات العربية المتحدة في العام المقبل.. موضحين أن البلدان العربية تلعب دورًا هامًا في الإستراتيجية الصينية التي تتسم بتنويع الأسواق وتشجيع المؤسسات والشركات الصينية على المشاركة في المنافسات والتعاون الدولي في سياق العولمة، خاصة أن حجم التجارة بين الصين والبلدان العربية بلغ حتى نهاية العام الفائت 145.42 مليار دولار أمريكي. وكانت تقارير اقتصادية قد ذكرت أن الاستثمارات الصينية الفعلية في الدول العربية وصلت إلى أكثر من 15 مليار دولار أمريكي، وأتمت الشركات والمؤسسات الصينية بناء المشاريع الهندسية بزهاء 100 مليار دولار أمريكي هناك، ما أدى إلى أن تصبح البلدان العربية إحدى الأسواق المهمة في خارج الصين، كما أنها تشهد أسرع التطورات بالنسبة إلى الشركات الصينية من حيث التعاون التجاري الدولي. ومن جانبه قال وان جي في - رئيس المجلس - إن الصين والدول العربية تتعرضان معًا حاليَا لمشكلات عديدة ناجمة عن التقدم الضعيف للاقتصاد العالمي الذي يخضع للكثير من عدم اليقين، وانتشار أزمة ديون الدول الأوروبية، وتقلص الطلب في السوق العالمية، ونهوض الحمائية التجارية وغيرها، ما أدى إلى سقوط الدول النامية في مأزق، في وقت تظل الظروف فيه غير مواتية، مع معاناة جميع دول العالم وتأثرها بهذه العوامل السلبية التي تسود الاقتصاد العالمي حاليًا. وأوضح أن الصين والدول العربية ينتميان إلى مجموعة الدول النامية، حيث يتمتع الجانبان بفرص تكميلية كثيرة، لتظل قواعد التعاون بين الجانبين متينة في مجال تجارة المنتجات والخدمات، في حين أن التعاون في مجالات التكنولوجيا والصناعة المالية بين الجانبين يتمتع بآفاق مشرقة. أما تشن مو - الخبير الاقتصادي في أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية - فتوقع أن يشهد التعاون التجاري بين الجانبين في مجال الطاقة مزيدًا من التطورات في المستقبل. وأضاف تشيو ون تشو - نائب رئيس شركة هواوي الصينية "عملاق أجهزة الاتصالات" - أن الشركة قد عدلت خططها واستراتيجيتها، وقررت توسيع خدماتها في مجال الاتصالات إلى الشركات والمؤسسات العربية وإلى حكومات الدول العربية كذلك.. مشيرًا إلى أن مبيعات الشركة في البلدان العربية بلغت 3.7 مليار دولار أمريكي في عام 2010، منها 2.7 مليار دولار أمريكي في منطقة غرب آسيا ومليار دولار أمريكي في شمال أفريقيا. ومن جانب آخر، كشف مسؤول من وزارة التجارة الصينية عن أن الصادرات الصينية إلى البلدان العربية تشمل المنتجات التقليدية المتمثلة في المنسوجات والملابس والسلع الاستهلاكية اليومية، إضافة إلى المعدات الميكانيكية الضخمة للموانئ والأجهزة الإلكترونية المنزلية والسيارات ومعدات الاتصالات وغيرها.