"حازم.. ومن لا يعرفه؟!"، هكذا رد أهالي قرية بهرمس بمجرد أن سمعوا سؤال فريق "المشهد"، ثم زادوا على ذلك في إجابة تكاد تكون موحدة "رجل طيب و ابن رجل طيب". و خلال جولة ل"المشهد" في قرية بهرمس (مسقط رأس المرشح المحتمل للرئاسة حازم أبو إسماعيل) تبين أن الشعبية لا تستمد فقط من الفكر ولا طريقة الزي والحديث، وإنما من أسباب أخرى، من بينها "الأب الصالح". في الوقت ذاته، تلعب منطقة النشأة دورًا مؤثرًا في تشكيل شخصية أي سياسي. وتقع قرية بهرمس التابعة لمركز إمبابة شمال محافظة الجيزة الواقعة على الحدود مع قرى برطس والمنصورية والتابعة لمركز أوسيم الجيزة والمناشي البلد والجلاتمة والسبيل والحسانين وذات الكوم ومدينة منشأه القناطر، وكلها تابعة لمركز إمبابة محافظة الجيزة، وعلى طول حدودها الغربية يوجد طريق مواز لترعة الزمر والذي يبدأ مصاحبًا لها من حي بولاق الدكرور مرورًا بالوحدة المحلية بأرض اللواء ثم البراجيل وبشتيل والكوم الأحمر وأوسيم ثم برطس وإلى حدود بهرمس الغربية. البداية كانت من سيارة ميكروباص بمحطة الجلاتمة وهي القرية المجاورة لقرية بهرمس، وبمجرد أن نطقنا باسم أبو إسماعيل في السيارة تهافت علينا بكرم زائد مستقلو السيارة المتجهين إلى نفس القرية في صوت واحد "آه عاوزين بيت الشيخ صلاح أبو إسماعيل؟" فكانت الإجابة "نعم" فأكمل السائق المهمة وتوقع أننا نريد الوصول إلى بيت أبو إسماعيل، فقاطعناه وطلبنا منه النزول أول القرية وبعد أن لبى طلبنا شرح لنا الطريق من أول القرية للوصول إلى بيت الشيخ صلاح أبو إسماعيل وكانت هذه الإشارات كافية لتكوين انطباع عن مدى شهرة عائلة الشيخ حازم صلاح في القرية التي توحي بالسمعة الطيبة. ومع أولى خطوات الدخول في القرية كان في الواجهة معهد أزهري وهو مقام على مساحة فدان وعليه لافتة تقول: "معهد الشيخ صلاح أبو إسماعيل الأزهري" ويعلوها صورته بالزى الأزهري.. الشيخ صلاح أبو إسماعيل بنى المعهد ده وتلات معاهد تانية واحد في الجلاتمة والتاني في المناشي والتالت في الأخصاص وبنى مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض "حسب الحاج أحمد أبو مريم الذي أقبل علينا ليتساءل عن أسباب تصويرنا للمعهد وبعد أن تعرف على هويتنا كصحفيين يستكمل "أصله كان راجل خير" وفي عبارة حسرة "أيام الشيخ صلاح كان فيه اهتمام" الرجل أراد أن يوحي لنا بأن القرية تعاني مثل باقي القرى والأرياف المصرية. بدأنا الانخراط داخل القرية وكان المشهد أمامنا عبارة عن مصرف محاط بتلال من القمامة تشتعل بها النيران وتتصاعد الأدخنة كلها أمراض والوحدة الصحية لا تعمل إلا يوم واحد فقط ومن الساعة 8 صباح للساعة 2 ظهرًا، حسب رواية أحد أبناء القرية وهو شاب ثلاثيني يدعى مهاب الذي استكمل عبارته مستدركًا "الشيخ صلاح أبو إسماعيل أنشأ مستوصف تتولاه الجمعية الشرعية ويدعمه ابنه الشيخ حازم بالأدوية اللازمة". أثناء تجولنا في القرية كان مظهرنا ملفتًا للانتباه، خاصة أن أدوات العمل الصحفي كانت بين أيدينا، الأوراق والكاميرا وتدويننا لملاحظات لبعض المعالم التي لها أثر في المكان ومرتبطة بالشخص الذي نبحث، عنه فكانت الأسئلة من البعض عن هويتنا، وكانت الإجابة بسؤال بعد تعريفنا بهويتنا الصحفية "هتنتخبوا مين في انتخابات الرئاسة" الإجابة سريعة ودون تفكير من جانبهم "حازم صلاح أبو إسماعيل"، فبادرناهم بالسؤال التالي "ليه؟؟" فكان الرد "ابن البلد" فسألنا بصيغة أخرى "تعرف برنامجه" فكانت الإجابة "راجل متدين ويعرف ربنا وعيلته ناس محترمين"، الإجابات لدى هذه العينة كانت توضح مدى التعلق بالدين والسمعة الطيبة التي يتمتع بها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل. استكملنا المسير وقابلنا مسجد مقام على مساحة كبيرة وهو مسجد الشيخ صلاح أبو إسماعيل اقتطع منه جزء ليكون دوار للعائلة وهو مغلق ولكن الملفت أن عليه صندوق كتب عليه "صندوق طلبات أهالي القرية" ويظهر عليه أثر القدم، حيث خصص هذا الصندوق لطلبات أهالي القرية لقضاء حوائجهم.. أحد أبناء القرية علق قائلاُ: "الشيخ صلاح سافر إلى دول الخليج وجنى ثروة من مجال الدعوة خصصها لأعمال الخير ولخدمة أهل بلده"، وعن أهله قال "مفيش حد بتاع مشاكل دول ناس بتوع ربنا". لافتات كثيرة وجدناها تملأ القرية تحمل شعارات لجماعة الإخوان المسلمين من بينها شعارات "نحمل الخير لكل الناس" وشعارات رعاية لبعض الأنشطة الاجتماعية من بينها "الإخوان المسلمون يدعمون جمعية النهضة الاجتماعية" وهو الذي ساقنا لنسأل عن تواجد الإخوان المسلمون في القرية وتأثيره، فكانت الإجابة من شباب جالسين أمام أحد المتاجر "في الانتخابات مش بندي صوتنا غير للإخوان المسلمون لكن المشكلة إن أمن الدولة التي كانت تشرف على تزوير الانتخابات كانت تمنع من فوزهم في الانتخابات"، أبو إسماعيل لم يكن بمنأى عن ذلك "لما بينزل الشيخ حازم في القرية تجري محاصرة القرية من قبل أمن الدولة ويلقى القبض على من يقوم بزيارته لمعرفة أسباب الزيارة حتى امتنع عن زيارة القرية"، سألنا عن باقي الأحزاب فكان الرد جاهزًا "مالناش في السياسة الأهم يا أستاذ الدين".. العبارات توحي بأن الدين هو كل شيء بالنسبة لهم، بادرنا بالسؤال "إيه العلاقة بين الدين وفرص العمل؟" فكانت الإجابة "إحنا متخرجين من الجامعات من سنين ومفيش شغل، الشيخ صلاح بعد أما مات مفيش شغل، 90% من أبناء القرية شغالين في الشيخ زايد وأكتوبر و10% يعملون في المجلس والكهرباء والمياه والوحدة الصحية"، ويستكمل "الشيخ صلاح وظف ناس كتير". وأمام ما سبق فإن الشيخ حازم صلاح أصبح المثل والنموذج والرمز في كل بيت من بيوت القرية حسب رواية الشباب الذين اكتشفنا أنهم من حملة المؤهلات الجامعية والذين قرروا أن يوجهوا دعمهم للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فقاموا بتدشين العشرات من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي ال"فيس بوك" لأنهم "عاوزين يردوا الجميل لأبوه" حسب تعليق أحد الشباب، فقرروا أيضًا أن يقوموا بتوزيع منشورات توعية بقدرات صلاح أبو إسماعيل خاصة - والكلام لأحد الشباب -: "فيما يتعلق بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر"، كما ساهموا في التحضير للمؤتمرات والندوات والزيارات التي يقوم بها أبو إسماعيل للقرية ليتم استقباله الاستقبال اللائق. ولم يفت الشباب في سياق انبهارهم بشخصية حازم صلاح أبو إسماعيل أن يذكروا أحاديث الشيخ التلفزيونية "شوفتوا الشيخ حازم مع عمرو أديب كان بيرد إزاي عليه في موضوع تطبيق الشريعة، عمرو مقدرش يرد عليه"، وأضاف أحد الشباب "شفت كمان لما حاول يوقع بينه وبين الشيخ صفوت حجازي لما سأله إنت بوست إيد حازم فقاله أنا ممكن أبوس رجليه". التقينا مع عمدة القرية ناجي عبد الرحيم وهو عضو سابق بالحزب الوطني المنحل فاكتفى بأن أخبرنا أن الوضع في القرية على ما يرام وأنه سيعطي صوته لحازم صلاح أبو إسماعيل لأنه ابن القرية وأهله بتوع ربنا، كانت هذه الإجابة كافية لتؤكد مدى السمعة الطيبة التي يتمتع بها مرشح القرية لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبو إسماعيل، التي جعلت أحد الأعضاء البارزين في الحزب الوطني يؤكد أن صوته لأبو إسماعيل المرشح الإسلامي لرئاسة الجمهورية.