امتدت آثار الانفلات الأمني إلى أسواق المواشي في الريف المصري، حتى القى التجار بكل مصائبهم عليه، بما في ذلك الركود والغلاء رغم أنهما قائمان منذ ما قبل ثورة يناير. وتعد أسواق المواشي واحدة من الملامح الرئيسية في قرى مصر، ففيها يجد الفلاحون خيارات متنوعة عند البيع أو الشراء، بينما تتاح للتجار فرص اكبر لتحقيق الربح، لكن الأمر لم يعد كذلك في الوقت الراهن، فكل شيء تقريبا متوقف، والسبب – على ما يقول التجار – يتلخص في تداعيات الثورة، خلافا لما يعتقده الفلاحون الذين يصرون على أن الغلاء، خصوصا للمستلزمات الزراعية، هو الذي يمنعهم من البيع والشراء. "المشهد" تجولت في سوق المواشي بشبين القناطر، أحد مراكز محافظة القليوبية، حيث استمعت لشكاوى كل الأطراف ورصدت ارتفاعا جنونيا في اسعار الابل والاغنام. ورجع العديد من تجار المواشى ارتفاع اسعار المواشي والابل الى زياده اسعار المراعي أي الاعلاف اللازمة كغذاء للابل حيث زاد ثمن جوال العلف من 40 جنيها الى 80 جنيها. ويضيف التجار ان سعر الماشية يزيد عند نقلها من سوق لآخر وذلك بسبب مصاريف حمولتها على السيارات، ويرى كثير من هؤلاء ان الثورة لم تترك لهم الا الخراب، ففي ظل انعدام الامن تحدث حالات سرقة يدفع ثمنها المواطن الفقير. وتقول الحاجه شربات (راعية اغنام) ان الاقبال على شراء المواشى اصبح ضعيفا وذلك لسوء الحالة الاقتصادية وارتفاع سعر المواشى على الفلاح. وذكر كرم ابوموسى (فلاح) ان الفلاح اصبح الآن يفكر اكثر من مرة قبل ان يشترى الماشيه سواء"جاموس او ماعز" او غيره وذلك لانه سوف يشترى الماشية ويتولى رعايتها، في ظل عدم قدرته على توفير نفقات ذلك. ويشير محمد عربى (فلاح) الى ان ارتفاع سعر الاعلاف يرجع الى ارتفاع سعر السماد الذى يشتريه الفلاح. واشتكى عدد من التجار واصحاب السيارات المسئولة عن نقل المواشى من حالات التعدي التي يتعرضون لها اثناء نقل المواشي من سوق لآخر وانعدام الأمن في الطريق. سوق المواشى فى شبين يدفع ثمن الانفلات الأمنى