قال محللون إن قرار هيئة قناة السويس بزيادة رسوم عبور من الممكن ان يدفع ملاك السفن الذين يواجهون ركودا حادا في قطاع الشحن لتغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، وان هذا الوقت غير مناسب في ظل اضطرابات سياسية والمصاعب اقتصادية التي تواجهها البلاد. واوضح بيتر هينشليف، الأمين العام للغرفة الدولية للملاحة أن معظم شركات إدارة السفن العالمية تعمل في أسوأ ظروف للشحن في الذاكرة الحية، نظرا لأن هناك أعداداً كبيرة من السفن تتصارع على عدد قليل جداً من الشحنات، ليس هذا هو الوقت المناسب أمام هيئة قناة السويس لإعلان زيادة الرسوم التي تبدو مرتفعة للغاية بالنسبة لبعض قطاعات التجارة وسيجد كثير من ملاك السفن أن من المستحيل تحميلها للعملاء". وأضاف هينشليف "تأثير تلك الزيادات سيكون تحفيز الملاك الذين ربما كانوا يفكرون بالفعل في طريق رأس الرجاء الصالح كبديل جاد" بحسب ذكر "العربية". واعلنت هيئة قناة السويس الأسبوع الماضي إنها سترفع الرسوم بما بين 2 إلى 5 في المئة اعتبارا من الأول من مايو، وفي العام الماضي تمت زيادة الرسوم 3 في المئة لجميع السفن التي تعبر القناة اعتبارا من مارس 2012 وقالت الهيئة حينئذ إن الرسوم ظلت ثابتة طوال السنوات الثلاث السابقة. وأضاف آلان فريزر، محلل منطقة الشرق الأوسط لدى شركة إيه.كيه.إي الأمنية "إنهم في مصر في حاجة ماسة للأموال"، موضحًا أن الحكومة وقعت اتفاقا مبدئيا مع صندوق النقد الدولي في نوفمبر للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار لكن التوقيع الرسمي تأجل نظرا للاضطراب السياسي. وكشفت الغرفة الدولية للملاحة إن الطريق حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح أصبح أقل تكلفة نسبيا، حيث تلجأ السفن لأسلوب جديد يعتمد على خفض سرعتها لتقليص استهلاكها للوقود. وتابع هينشليف "نشعر أيضا بخيبة أمل لعدم التشاور مسبقا بشأن الزيادة الأخيرة، ويحسب لهيئة قناة السويس أن القناة تواصل العمل حتى الآن بسلاسة، نحن نعترف بأنه مع الضغوط على السياحة في مصر ومشكلاتها الاقتصادية الأخرى هناك ضغوط متزايدة على الهيئة للحفاظ على ما يعد الآن أكبر مصدر للإيرادات الأجنبية".