تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة الأمريكية في الشارقة، استضاف "منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاقتصادي 2013" اليوم سلسلة من جلسات النقاش التي هدفت لاستكشاف مجالات جديدة للشراكات ذات المنفعة المتبادلة بين منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من جهة وأوروبا من جهة أخرى. وتأتي هذه النقاشات استجابة للدعوة التي وجهها صاحب السمو لزيادة التفاعل الثقافي والاقتصادي والتعاون بين الشرق والغرب، ودعوة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة للعب دورهما الريادي في هذا التبادل متعدد الأوجه. منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاقتصادي وحملت جلسة النقاش الأولى عنوان "التحديات والفرص في أعقاب الربيع العربي"، وتناولت التغييرات السياسية المفاجئة التي أفرزها الربيع العربي ولاسيما في مجال الحوكمة والتنمية الاقتصادية. وضمت لائحة المتحدثين في الجلسة كلاً من جيل كيبيل، أستاذ دراسات الشرق الأوسط في "معهد الدراسات السياسية" بباريس؛ وبدر جعفر، رئيس شركة "نفط الهلال" من الإمارات؛ وجان لويس رايفر، رئيس المنتدى الأورومتوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية "FEMISE" من فرنسا؛ وجاي فوتليك، الرئيس المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات السياسات العالمية، من الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ وخلدون الطبري، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "دريك آند سكل إنترناشيونال"؛ وفيصل كوتيكولون، المؤسس ورئيس مجلس إدارة "كيه.إي.إف" القابضة من الإمارات؛ وخوسيه أنتونيو لوبيز- مونيس بلازا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة "الحبتور لايتون"؛ وسلطان أبو سلطان، الرئيس التنفيذي لبنك "باركليز" في الإمارات العربية المتحدة؛ وفاروج نركيزيان، الرئيس التنفيذي لبنك الشارقة؛ وفهد العثمان، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في شركة "زون جروب"، الإمارات العربية المتحدة. منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاقتصادي وأجمع المشاركون في الجلسة على أن الارتقاء بمستويات التعليم والحد من انعدام تكافؤ الفرص بين شباب العالم العربي تمثل بعضاً من الخطوات الأساسية التي يمكن لحكومات المنطقة اتخاذها للمساعدة في إيجاد شعور من الاستقرار والاستمرارية بين شعوبها. ويؤكد التحدي الكبير لإيجاد 50 مليون فرصة عمل جديدة على ضرورة تشجيع القطاع الخاص لتحقيق مزيد من النمو والتوسع، والنهوض بواقع ريادة الأعمال لتصبح محرك النمو الاقتصادي. وضمن هذا السياق، يسود شعور بقدرة القارة الأوروبية على لعب دور أساسي في تسهيل حدوث التغييرات الاقتصادية الإيجابية طويلة الأمد في المنطقة، ولاسيما من خلال تأسيس الشراكات المتعلقة بالمعرفة والمهارات في المنطقة. منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاقتصادي وشارك مزيد من المتحدثين في جلسات نقاش أخرى تطرقت إلى العديد من المواضيع المهمة ومنها: "البنية التحتية والطاقة: بناء الموارد للمستقبل"؛ و"التمويل: لدعم المتطلبات الراهنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"؛ و"التعليم والرعاية الصحية: مواكبة أعلى المعايير". منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاقتصادي وتناولت جلسة النقاش التي حملت عنوان "البنية التحتية والطاقة: بناء الموارد للمستقبل" الحاجة إلى السكك الحديدية، والموانئ، وخطوط الأنابيب، ومحطات تحلية المياه أو القطاعات التي يمكنها إيجاد إمكانات اقتصادية حقيقية في المنطقة. ورأى المتحدثون في الجلسة وجود حاجة ملحة إلى جمع استثمار نحو 4,3 تريليون دولار أمريكي لتمويل مشاريع البناء في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول عام 2020 على أن يترافق ذلك بتسهيل الإجراءات والسياسات التجارية ذات الصلة من قبل الحكومات الإقليمية. وتحدث في هذه الجلسة كل من خوسيه أنتونيو لوبيز- مونيس بلازا، وسعادة صلاح الشامسي، وسعادة سيف الغافلي، والدكتور عدنان الشعيبي، وبورا ييديز وروجيه أرنو، ومازن الصواف، وباتريس فونلادوسا، وعلي نوري، وسيمون هندرسون، ووليد صالح؛ وأدار الجلسة كل من فرانك جالاند ويحيى زبير. وأشارت جلسة النقاش التي انعقدت تحت عنوان "التمويل: لدعم المتطلبات الراهنة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" إلى إمكانية إبرام العديد من الشراكات الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال التمويل، وذلك انطلاقاً من الخبرة الواسعة التي تتمتع بها دول الاتحاد الأوروبي في مجال المعرفة والأدوات المالية والبنية التحتية والقوانين، والتي من شأنها المساعدة على تطوير الأسواق الإقليمية المتخصصة في مجال التمويل الإسلامي وتمويل المشاريع وأسواق رأس المال. ويمكن لهذه الشراكات أن تسهم في تطوير الشركات الإقليمية وتوسيع عملياتها وقدراتها على المستوى العالمي، ناهيك عن تطوير قطاع مالي صحي وحيوي كفيل بدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام والفعال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وضمت الجلسة النقاشية كلاً من المتحدثين مشعل كانو، وقسطنطين سلامة، وجيروم درويش، وباسل الغيلاني، وليونيل زينسو، وايمانويل ليميدو، ورمان ماثيو، وفريد المصمودي، ورباح غزالي، والدكتور كليف مكدانيل، وعبدالرحمن فضيل الذي أدار النقاش. وتمت مناقشة موضوع ‘التعليم والرعاية الصحية: مواكبة أعلى المعايير' من قبل المتحدثين: الدكتور بيتر هيث، وفريد مافينزاده، وبرنارد بارانك، والدكتورة هالة الطويل، وتامي جورلي، وسلطان الحجي، وإدوارد تيترو، وموريس أبوقراط. وقام الدكتور توماس هوكستيتلر وسليمان زغيدور، بصفتهما المشرفان على إدارة الجلسة، بطرح العديد من الأسئلة البحثية حول السبل المتاحة لتعزيز التعاون البحثي بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وطبيعة المزايا الإيجابية التي يمكن أن تعود بها الشراكة في مجال التعليم العالي بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الطرفين. وعلى هامش اجتماعات المؤتمر، أعلنت "الجامعة الأمريكية في الشارقة" عن إبرام شراكةٍ مع مركز الأبحاث العربي الأوروبي "كاب مينا" و"مشروع يورومد الإداري" لإنشاء كرسي للأستاذية في مجال الإدارة خاص بأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتم توقيع اتفاقية شراكةٍ بهذا الخصوص في وقت سابقٍ من اليوم بحضور صاحب السمو حاكم الشارقة. وسيكون كرسي الأستاذية هذا بمثابة منصة فريدة للتدريب والبحث وتبادل الآراء بما يصب في مصلحة الطلاب، ورواد الأعمال، والمسؤولين التنفيذيين، ومديري الشركات الأوروبية والعربية ممن يتطلعون إلى تطوير مهاراتهم، وتوسيع نطاق تأثيرهم، والمساهمة في تعزيز أطر التفاهم المتبادل. وتتمثل إحدى النتائج الرئيسية لتوقيع مذكرة التفاهم هذه في تطوير الموارد المعرفية والبحوث الأساسية الرامية إلى مواجهة التحديات الرئيسية التي يشهدها العالم العربي اليوم. كما ستسهم هذه المذكرة في تكوين مجمع فكري يركز على القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبرامج التدريب، وتنمية روح الريادة الاجتماعية، وتنظيم الفعاليات التي تستقطب الشركات والمؤسسات الأكاديمية الرائدة من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبهذا الصدد، قال الدكتور بيتر هيث، مدير "الجامعة الأمريكية في الشارقة": "يهدف كرسي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للإدارة إلى مواجهة التحديات الجوهرية التي تفرضها الحاجة الملحة إلى وجود موارد بشرية مؤهلة في المنطقتين العربية والأوروبية. ونعتقد بأن هذا الكرسي سيمهد الطريق نحو المساهمة الفاعلة في تحسين المناخ الاستثماري وتوطيد العلاقات التجارية التي تربط أوروبا بالعالم العربي". من جهته، قال الدكتور برنارد بيليتانت، عميد مشروع "يورومد الإداري": "بذلنا جهوداً دؤوبةً خلال الأشهر ال 18 الماضية لتطوير بنود شراكتنا. ولم نكتف فقط ببحث المسائل طويلة الأمد التي يحتمل أن تشكل ضغوطاً على العلاقات العربية الأوروبية، بل قمنا أيضاً بتأسيس إطار عملٍ يتيح استفادة كلا منطقتينا من البحوث. ونحن نشعر ببالغ الامتنان نحو ‘الجامعة الأمريكية في الشارقة' لتزويدنا بمنصةٍ رائعةٍ ستساعد على اكتشاف أفضل المواهب والخبرات في المنطقة العربية". ووفقاً لمذكرة التفاهم، يعتبر كل من مركز "كاب مينا" و"الجامعة الأمريكية في الشارقة" ومشروع "يورومد الإداري" أعضاءاً مؤسسين لكرسي الأستاذية لمدة 4 سنواتٍ بعد توقيع هذه الاتفاقية.