استكمل اليوم الأثنين كبار المسؤولين من الجانبين العربي والأوروبي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية التحضيرات النهائية الخاصة بالاجتماع المشترك الثاني لهما الذي ستنطلق أعماله على مستوى وزراء الخارجية غدا الثلاثاء بالجامعة العربية. سيعقد هذا الإجتماع صباح غد بهدف بحث سبل تنمية مجالات التعاون العربي الأوروبي في المجالات السياسية والاقتصادية وقضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب و مواجهة الأزمات. حيث أعد كبار المسؤولين مشروع "إعلان القاهرة" الذي سيصدر في ختام الاجتماع الوزاري المشترك غدا، وقال السفير خليفة بن علي الحارثي مندوب سلطنة عمان بالجامعة العربية فى تصريحات للصحفيين بأنه تم اليوم عقد اجتماعين أولهما تنسيقي بين الجانب العربي بحضور الأمين العام للجامعة العربية لتنسيق المواقف العربية بشأن القضايا المطروحة على أجندة الاجتماع. وأضاف أن الاجتماع الثاني تم بين كبار المسؤولين في الجانبين العربي والأوروبي وذلك لاستكمال التحضيرات الخاصة بالاجتماع الوزاري موضحا أن المناقشات أثمرت عن توافق على البنود المطروحة التي يتضمنها "إعلان القاهرة" مؤكدا على أن الجانب العربي لديه بعض الملاحظات على بعض البنود خاصة القضية الفلسطينية وموضوع إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. كما عبر الحارثي عن أمله في إحراز توافق حول هذه البنود تمهيدا لرفعها للاجتماع الوزاري كالقضية الفلسطينية والتطورات الأزمة السورية وإخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى تطورات الأوضاع بين دولتي السودان وجنوب السودان وقضايا الهجرة من بعض دول شمال إفريقيا إلى أوروبا. وأشار الحارثي إلى أهمية هذه الاجتماعات لتعزيز الحوار العربي - الأوروبي بما يحقق المصالح للجانبين مؤكدا أن هذا هو الاجتماع الثاني بعد اجتماع مالطا الأول في عام 2008 الذي أسس لهذه الآلية موضحا أن التعاون العربي الأوروبي منذ اجتماع مالطا أخذ أبعادا أخرى كما أن القضايا في المنطقة العربية اختلفت وتنوعت في ضوء المتغيرات الراهنة وأصبح الاهتمام الأوروبي بالتعاون مع الجانب العربي أكثر أهمية في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة حيث يرغب الجانب الأوروبي في تطوير مجالات التعاون وجعل أوروبا شريكا أساسيا لتكون هذه الشراكة مفيدة للطرفين تنمويا واقتصاديا وتعزيز المواقف العربية بالدعم الأوروبي خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية العادلة. من جانبه صرح نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي بأن الجلسة الافتتاحية للوزاري العربي الأوروبي سيتحدث فيها كل من وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة ثم كاثرين آشتون الممثل الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية المشترك للاتحاد الأوروبي، ونبيل العربي الأمين العام للجامعة. ومن المقرر أن يفتتح الوزراء غرفة إدارة الأزمات بمقر الأمانة العامة للجامعة والتي تعد أولى ثمار التعاون بين الجانبين العربي والأوروبي في مجال الإنذار المبكر ومعالجة الأزمات والتي تم تمويل الجانب الأكبر منها من الاتحاد الأوروبي.