قال الدكتور أيمن سلامة عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية أن هناك عدة أسباب يرجع إليها فشل عمليات الإنقاذ وتحرير الرهائن ، منها أن الخاطفين يكونون من جنسيات متعددة ..أفارقة وغير أفارقة وعرب ، والإرهابى عقيدته انتحارية لا يعبأ بحياته أو حياة الرهائن وكلما كانت له مطالب سياسية كما فى الحالة الجزائرية كلما صعب التفاوض السلمى معه ، كما أن نقص المعلومات الاستخباراتية كان له دور كبير فى فشل العملية. وأضاف إن العقيدة الأمنية لقوات الدرك الوطني الجزائرية و قوات مكافحة الارهاب عقيدة قتالية صلبة لا تسمح لأي مناورة دبلوماسية تفاوضية ، كما تعد هذه المرة الأولي التي تخوض فيها القوات الجزائرية مواجهة مع قوة ارهابية متعددة الجنسيات. وقال سلامة إنه كان من المهم أن تقبل الجزائر العروض الأجنبية من دول عديدة للتدخل المسلح المشترك مع الجزائر لتخليص الرهائن ولكن وفقاً لوجهة النظر الجزائرية كان عامل الوقت ضاغطا و حاسما على القيادتين السياسية والعسكرية بالجزائر ، وبالمقارنة بآخر عملية إرهابية فى مصر والتى وقعت فى شرق العوينات منذ 3 أعوام فى شهر رمضان حيث اختطفت جماعة مسلحة العديد من السياح الألمان والإيطاليين والفرنسيين وجنسيات آخرى لمدة طالت عن 18 يوم ، قبلت مصر خلالها مشاركة القوات الخاصة الألمانية والإيطالية مع القوات المصرية الخاصة لتنفيذ عملية مشتركة لتحرير الرهائن وملاحقة الخاطفين ، ونجحت العملية تماما بعد أن فطن الإرهابيين الخاطفين بأنه لا مناص من الهروب والتخلى عن الرهائن. وذكر سلامة عدة أمثلة سابقة عن فشل عمليات الإنقاذ غير المخططة جيدا مثل فشل محاولة تحرير الدبلوماسيين الأمريكيين المحتجزين فى طهران فى عام 1980 ، والعملية الألمانية الإسرائيلية المشتركة في ميونيخ لتحرير الرياضيين الإسرائيلين في دورة الألعاب الاوليمية عام 1972 ، والعملية الفرنسية الفاشلة منذ أيام قليلة في الصومال ، و العملية المصرية الشهيرة الفاشلة في مطار لارناكا بقبرص 1978 و بعدها مباشرة تم تشكيل المجموعة 777 قتال لمكافحة الإرهاب الدولي، ، وعملية تحرير الرهائن الاطفال في المدرسة الروسية بأوسيتا الشمالية. وقال إنه يجب الإشارة إلى نقص الخبرة العربية فى مجال مكافحة الإرهاب بصفة عامة ، وتحديدا العمليات الخاصة لتحرير الرهائن فى عين أمناس بالجزائر . وأشار أيضا إلى أن هذه العمليات ستتكرر فى جنوبالجزائر مرة ثانية لأن ترسانة السلاح الليبية انتقلت بعد سقوط نظام القذافى للدول المجاورة ، وأصبحت الدول لا تستطيع ضبط الحدود فى جنوبالجزائروجنوبتونس وشمال مالى ، وهى حدود وأماكن شاسعة مترامية الأطراف . بالإضافة إلى أن الحرب التى تقوم بها فرنسا فى مالى ستثير حنق وغضب تنظيم القاعدة فى المغرب العربى ، كما أن سماح الجزائر بفتح مجالها الجوى للطائرات لقصف مالى سيوقط الخلايا الجزائرية النائمة والمستكنة فى الجزائر.