وسط الفقر والحرمان المتفشيين بين سكان غزة.. شهد القطاع الفلسطيني هذا الصيف افتتاح فندق يتطلع الى توفير خدمات على مستوى الخمسة نجوم ومنفذ تسوق يتباهى بأن لديه أول سلم كهربائي داخلي بمتجر على مستوى القطاع وسوبر ماركت راق. لتبدأ فى الظهور بعض علامات الرخاء المحدودة لسكان القطاع الذين أعياهم العنف شيئا من بحبوحة العيش التي تعتبر في جانب كبير من العالم من بديهيات الحياة.
ظهور هذه المرافق لا يعني انتشار الثروة والرخاء في القطاع لان الواقع غير ذلك. هذه المظاهر تشي برغبة جديدة من رجال الاعمال الاجانب في الاستثمار في غزة وتعكس امكانات مستقبلية. يقول علي محمد وهو فني هواتف عمره 45 عاما حضر لشراء علبة شوكولاته من متجر الاندلسية الذي يشغل ثلاثة أدوار "سمعت عنه (المتجر) من أصدقائي. واليوم أزوره للمرة الاولى. انه مدهش." ويقول محمد "وكأننا لسنا في غزة. الحصار ظاهر في كل مكان في الخارج. الوضع هنا غير ذلك." واستطاع عدد من رجال الاعمال الفلسطينيين وكثير منهم تلقى تعليمه في الخارج اقناع مستثمرين أجانب بضخ أربعة ملايين دولار في المشروع لملء المتجر بسلع تجارية من أنحاء الشرق الاوسط. يقول المدير العام للمتجر ايهاب العيسوي الذي توقع استرداد الاستثمارات التي تم ضخها في المتجر خلال ثلاثة أعوام ما لم تفسد أي حرب مع اسرائيل خطط المستثمرين "أردنا بناء مركز تسوق بالمعنى الكامل. وبدأنا بهذا (المنفذ) على سبيل الاختبار." يزور المتجر يوميا ألفا متسوق تقريبا عدد كبير منهم أطفال يستمتعون بالصعود والهبوط على السلم الكهربائي الجديد الذي يعد ثاني سلم متحرك في القطاع والاول في محل تجاري مفتوح للجمهور. لكن الاسعار المرتفعة بمتجر الاندلسية وسوق مترو ماركت المجاور وهو سوبرماركت يشبه مراكز التسوق الخليجية يعني أن الصفوة من أهل غزة فقط هم القادرون على التبضع من هذه المنافذ. كما تم افتتاح واحدة من شرفات الفنادق الاكثر تميزا في منطقة الشرق الاوسط مطلع هذا العام في المنطقة الشمالية من القطاع على مقربة من قاعدة تدريب عسكري تابعة لحماس وأحد أكبر مخيمات اللاجئين، وتم تحوير تصميم الفندق الذي تم تخطيطه في الاساس كمبنى مكتبي في تسعينات القرن الماضي الى فندق بسعة 220 غرفة، وكان المقرر أن تتولى ادارته سلسلة فنادق موفنبيك، لكن موفنبيك انسحبت قبل أن يحط أي ضيف رحاله بالفندق بعدما سيطرت حركة حماس على القطاع سنة 2007 في أعقاب حرب أهلية لم تستمر طويلا. وتجمد المشروع بسبب تضييق اسرائيل الحصار في فترة لاحقة والمصادمات المتكررة بين الجانبين. وأخيرا أزيح الستار عن المشروع هذا العام ووافقت مجموعة ارك ميد الاسبانية على ادارة الفندق تحت اسم جديد هو "المشتل".