قررت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ اليوم "الأحد" تأجيل محاكمة 48 شخصا لاتهامهم في أحداث "فتنة إمبابة" التي وقعت في مايو الماضي إثر خلاف على اعتناق سيدة تدعى "عبير فخرى" الإسلام ، إلى جلسة 2 أكتوبر المقبل لاستكمال سماع أقوال شهود الإثبات في القضية. ويواجه المتهمون في القضية اتهامات عدة تتعلق بارتكاب جرائم التجمهر والقتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه وتعريض السلم العام للخطر وإحداث فتنة طائفية وإشعال النار عمدا بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة إمبابة وإحراز أسلحة نارية وذخائر بغير ترخيص تنفيذا لغرض إرهابي. أودع المتهمون (المسلمون والمسيحيون) في قفصي اتهام منفصلين، فيما منع الأهالي مصوري الصحف من التقاط الصور الفوتوغرافية لهم وغابت عن تأمين القاعة قوات الجيش. دفعت هيئة الدفاع في بداية الجلسة بعدم جواز نظر محكمة أمن الدولة العليا للقضية، مشيرين إلى أن محكمة الجنايات العادية هي المختصة، مطالبا إلى المحكمة الفصل الفوري في هذا الدفع قبل أن تستكمل المحكمة نظر بقية القضية.. وهو الأمر الذي رفضته المحكمة مطالبة إلى المحامين إبداء الطلبات التي تعن لهم، وترك أمر الفصل فيها وإجابتها إلى المحكمة تطبيقا لصحيح حكم القانون. واشتدت سخونة الحوار بين المحامين ورئيس المحكمة عقب ذلك، ليرفع رئيس المحكمة الجلسة وتعود هيئة المحكمة إلى غرفة المداولة.. فيما قام أهل الضحايا برفع صورهم داخل قاعة المحكمة مطالبين بالقصاص العادل من المتهمين. وقد ثار المتهمون داخل قفص الاتهام وأثاروا جلبة وضجيجا ورددوا هتافات ضد المحكمة وقضاتها، بينما قام المتهمون الاقباط بالجلوس داخل قفص الاتهام المنفصل وأخفوا وجوههم. وقال المتهم "السلفي" أبو يحيى من داخل قفص الاتهام: "إن القاضي كان يتعامل بعصبية مع محاميه وبقية المحامين عن المتهمين وهو "لا يجوز شرعا".. فيما اعتبر شقيقه أن القضية "تصفية حسابات مع النظام السابق عقب اثارة قضية كاميليا شحاته". واستمعت المحكمة إلى أقوال الشاهد الأول في القضية اللواء فايز أنيس مصباح أباظة مدير إدارة المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة الذي أكد أمام المحكمة انه تلقى بلاغا يفيد بتجمهر عدد من المواطنين أمام مسجد النور، حيث قابل المتهم ياسين ثابت وقال له انه تزوج من أسماء محمد والتي كانت تدعى عبير طلعت فخري قبل إشهار إسلامها.. وانه اكتشف عدم تواجدها بمسكن الزوجية وعلم منها عبر اتصال هاتفي انه تم احتجازها داخل عقار مجاور لكنيسة مارى مينا بدائرة قسم إمبابة وانه سيتم نقلها لمكان آخر. وأضاف: ان المتهمين مفتاح محمد فاضل الشهير ب "أبو يحيى" والمتهم الثالث سيد محمود الشهير بخالد حربي والرابع حسين سيد والشهير بالشيخ حسام والخامس عبد الله حسين - قاموا بالتجمهر لارتكاب جرائم الاعتداء على الأقباط بالقوة وارتكاب العنف لإطلاق سراح الزوجة التي قيل انها محتجزة رغما عن إرادتها ورددوا شعارات "إسلامية...إسلامية".. واتفقوا على التوجه إلى كنيسة مار مينا وتفتيش العقارات المجاورة لها وعلى اثرها تجمهر عدد كبير من أنصارهم، حمل البعض منهم أسلحة نارية. وذكر أن تحرياته أكدت انه اثر سريان شائعة اقتحام مسلمين لكنيسة مارى مينا دبر المتهم التاسع عدلي شنودة والعاشر عادل لبيب والحادي عشر جمال وديع بولس تجمهرا مضادا للاعتداء علي المسلمين حتى نشبت مشاجرة بينهما وهتف الاقباط "نفديك يا صليب". وأشار إلى أنه حاول حل الموضوع وديا، غير أن أحد الأشخاص ويدعي عادل لبيب أطلق الذخيرة الحية صوب بعض المسلمين وحدث تعد بالأسلحة النارية من الطرفين.. مؤكدا أنه شاهد بنفسه شخصا يطلق الرصاص من فرد خرطوش ولم يستطع منعه، وقام العميد عرفة حمزة رئيس مباحث شمال الجيزة ورئيس مباحث قسم إمبابة بعمل تحريات بما استجد.