نظّمت أحزاب معارضة بتونس، اليوم، مسيرة جابت شارع "الحبيب بورقيبة" بالعاصمة التونسية؛ احتجاجًا على ما وصفوه ب"تفاقم ظاهرة العنف السياسي في البلاد". وبحسب مراسل وكالة "الأناضول" للأنباء فقد بادر أنصار "ائتلاف الجبهة الشعبية" (11 حزبًا يساريًا) بالخروج، رافعين شعارات تندّد بظاهرة العنف السياسي، وتطالب الحكومة بالاستقالة. وتأتي المسيرة على خلفية مقتل أحد القادة المحليين لحزب "نداء تونس" في مدينة تطاوين، جنوب شرق البلاد، الأسبوع الماضي بعد اشتباكات مع محتجين طالبوا بتطهير مؤسسات الدولة من أتباع النظام السابق. وقال حسن العلوي، أحد شباب "الجبهة الشعبية" لمراسل الأناضول: "المسيرة تحمل رسالة واضحة للتنديد بالعنف السياسي، وهي أيضا للاحتجاج ضد الحكومة التي فشلت في تحقيق المطالب الاجتماعية للمواطنين". وهتف المتظاهرون ضدّ سياسات الحكومة وخاصة حزبيْ حركة النهضة ونداء تونس. وبعد حوالي ساعة، التحقت بالمسيرة أحزاب (الجمهوري، المسار الاجتماعي، نداء تونس) رافعين شعارات ضد العنف السياسي و"الإرهاب"، كما تطالب بتحييد الوزارات السيادية، وتدعو الحكومة إلى الاستقالة. وشارك في المسيرة قادة الأحزاب الثلاثة (الترويكا المعارضة) وبينهم أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الجمهوري، وأحمد إبراهيم زعيم حزب المسار، إضافة إلى رضا بالحاج الناطق الرسمي باسم حزب نداء تونس. وانطلقت المسيرة من آخر شارع الحبيب بورقيبة في اتجاه ساحة حقوق الإنسان، وسط تنديد بسياسات الحكومة بدعوى "عدم قبول الاختلاف وممارسة الإرهاب السياسي ضد المعارضين". كما حمّل قادة الأحزاب المعارضة وزير الداخلية مسؤولية تنامي ظاهرة "العنف السياسي" وعدم حياديته في التعامل الأمني مع المواطنين. وكثفت قوات الأمن من تواجدها قرب المسيرة من دون أن تسجل أي اشتباكات. وفي المقابل، رفض عدد من أنصار الحكومة المتواجدين بالمكان المطالبات التي رفعت خلال المسيرة، وهتفوا ضدّ حزب نداء تونس وقائده الباجي قائد السبسي واتّهموه ب"الحزب التجمّعي" في إشارة إلى حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وكادت تقع اشتباكات بين المؤيدين للحكومة والمعارضين لها لولا تدخل قوات الأمن التي فصلت بين الجانبين.