بديع تدخل لتسويته دون جدوى ثروت الخرباوى : نائب الرئيس جاء رغم أنف "الشاطر" احتدت شدة التوتر السياسى بين الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، حيث غضب الرجل الحديدى للجماعة، على الرئيس مرسى، بعد قراره إسناد منصب رئيس ديوان رئيس الجمهورية الى محمد الطهطاوى، بدلاً من الدكتور عصام الحداد أحد رجال الشاطرالمقربين لهُ، وقيامه بتفويض صلاحياته للفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، أثناء سفرة إلى الصين وإيران، بدلًا من هشام قنديل الذى رآه الشاطر الأقرب الى الجماعة، وكان المرشد العام للجماعة "محمد بديع" قد تدخل لتسوية هذه الخلافات إلا أنه لم يفلح فى ذلك. وبدأ الشاطر فى دلوه بتصريحات من شأنها أن تسبب الإحراج للرئيس، ووصفه ل"مشروع النهضة ومشروع ال 100 يوم" أنه مجرد أفكار ستتم مناقشتها مع القوى السياسية المصرية،كما أعلن عبر القنوات الفضائية، أن الرئيس مرسى كلَّفه بإدارة ملف المنطقة الحرة بين مصر وغزة وفتح معبر رفح بشكل دائم، وهذا ما تحفظ علية مرسى، وأحال دراسة الملف إلى جهاز المخابرات كى يفصل فيه. أشارت مصادر من رئاسة الجمهورية الى انزعاج الرئيس مرسى من كثرة تدخل الشاطر فى الملفات الرئاسية، خاصة بعد ان تردد أن الشاطر أبلغ الوسيط الخليجي أن قيام مرسي بتفويض صلاحياته رئيسًا مدني منتخب للجمهورية لعسكري يشير العودة إلى عهد الرئيس السابق حسني مبارك، الذي اتسم بكبت الحريات والاضطهاد". الدكتور ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين، أكد أن الخلاف بين الدكتور محمد مرسى وخيرت الشاطر اشتد بعد تولى مرسى الحكم وقيامه بتهميش الشخصيات التى اختارها الشاطر لتكون بجواره، وقام بتكوين فريق رئاسى خاص به منهم حسن مالك وعصام الحداد، لافتًا إلى أن المستشار محمود مكى جاء نائبًا للرئيس رغم أنف الشاطر. بينما يقول السفير محمود شكري المحلل سياسي إن كلا الطرفين يلعبا دورًا بارزًا في الخريطة العامة، موضحًا أن مرسي لديه الحق الكامل في جميع تصرفاته أيًا كانت صحيحة أم خاطئة، وكذلك الشاطر يمتلك الحق في ممارسة النقد على مرسي، فالخيار السياسي لكل طرف منهما يجبرهما على اتخاذ هذا الطريق. ويضيف أن تصريحات الشاطر تجاه الرئيس ليست محرجة وإنما هي أساليب لممارسة السياسة في النظام الجديد وتلك الممارسة لا تسيء لأى منهما، بل بالعكس فهى تطمئن الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذلك الدول الأوروبية بأن مصر أصبحت تشهد نوعًا من الاستقلالية في إصدار القرارات ونقدها، مشيرًا إلى أن المستشار احمد مكي أحد المقربين للرئيس وجه النقد له حول مشروع النهضة وقال إن مشروع ال 100 لم يحقق شيئًا ولكن الرئيس ليس أمامه طريقًا غيره. ويقول السفير عاصم مجاهد، إننا لو طبقنا هذا النقد على الخارج سنجده طبيعيا ومقبول ولكن مصر لم تشهد نقدًا للرئيس وخصوصًا من الحزب الحاكم على مدى السنوات الماضية لذلك يحدث ارتباك خارجي وإن كان يبدو ظاهريًا بأنه إرساء لمبادئ الديمقراطية داخل مصر بحيث يقوم أحد قيادات الحزب الحاكم بانتقاد تصريحات الرئيس. ويشير إلى أننا نعاني من فوضى في التصريحات، حيث إن أي قيادي في الإخوان يصرح من خلال كلمة "نحن" وليس من "وجهة نظري"، فالفرق بينهما كبيرًا فالأولى تعني أن الحزب سيقوم بذلك ولكنها في النهاية تكون وجهة نظر فردية لا تعبر سوى عن رأي صاحبها، وذلك على عكس ما يتم في الخارج والذين يميزون بين رأيهم الشخصي ورأي الجهة بشكل عام. بينما يرى الدكتور عبد القادر الهوارى عضو تحالف القوى الثوريه، محاولات الإخوان مثل خيرت الشاطر وعصام العريان للظهور بأنهما أصحاب قرار أو يعرفان أكثر من غيرهما، تصب فى النهاية إلى تأكيد أن مرسى ليس حاكما فردا لمصر، ولكنه حاكم يتحرك ومؤسسته معه، وأن النجاح الذى يتحقق فى النهاية هو نجاح لمؤسسة الإخوان نفسها. على الجانب الآخر نفى أعضاء داخل جماعة الإخوان المسلمين نشوب خلاف بين الرئيس مرسى، والرجل الحديدى، مشددين على أن الرئيس مرسى ذوى شخصية مستقلة ولا يسمح لأى من الجماعة او الحزب التدخل شئون البلاد.