حالة من التضارب تعيشها السوق المصرية منذ فترة، وذلك بسبب تباين الآراء حول مدى الاحتياج إلى مشغل رابع للمحمول من عدمه خصوصا فى ظل نمو خدمات "الداتا" بشكل كبير مؤخراً والذي سيكون له دوره في تطوير قطاع الاتصالات في السوق، ورفض مسئولو وزارة الاتصالات فكرة وجود مشغل رابع خلال المرحلة السابقة حفاظًا على مصالح السوق، ولكن بعد ضغوط كبيرة ومستمرة من الشركة المصرية للاتصالات، وافق مسئولو الوزارة على طرح الرخصة. ووفقاً لتقديرات شركة "انفورما تليكومز آند ميديا" فإن عدد المشتركين فى خدمات الاتصالات الخليوية عبر الشبكات الافتراضية وموزعيها سيرتفع إلى 3.77 مليون مشترك بنهاية عام 2013، وتعد السوق جنوب الإفريقية من أكبر الأسواق المشغلة للشبكات الافتراضية فى المنطقة. ويقول خالد حجازي، مدير العلاقات الخارجية والحكومية بفودافون إن طرح مشغل رابع لمحمول سيؤدي إلي انخفاض شديد في حجم أرباح شركات المحمول الثلاث في مصر خاصة أن السوق المصرية بها حالة تشبع كامل يصل إلي 103%. ويشير حجازي إلي ان السوق المصرية شهدت خلال المرحلة السابقة العديد من الأقاويل حول إمكانية طرح المشغل الرابع من عدمه وهو ما أدى إلي حدوث بلبلة لدي شركات المحمول الثلاث والتي لم تستقر حتي الآن علي الدخول للحصول علي خدمات هذا الجيل أم لا. ويقول المهندس عماد الأزهري، رئيس قطاع التسويق بشركة "فودافون" إن السوق المصرية لم تتشبع بأكملها حتي الآن بخدمات الجيل الثالث، لذلك يجب أن يكون هناك اختيار صحيح للتوقيت المناسب لعملية الطرح، مشيراً إلي وجود نحو 400 شبكة افتراضية حول العالم منها من أثبت نجاحه ومنها من فشل في تحقيق أي مكاسب. ولفت الأزهري إلي أنه ليس بالضرورة أن نقوم بجلب بكل ما هو جديد عالميًا، ولكن الأهم أن يكون لدينا تشبع كامل واستغلال الاستثمارات الكبيرة في خدمات الجيل الثالث والتي لم تستغل كاملاً حتي الآن، مشيراً إلي أن هناك بعض الدول سبقت العالم في استخدام مثل هذا النوع من الشبكات الافتراضية وهي "فرنسا وإنجلترا وألمانيا وأستراليا". ويقول محمد أبوقريش أمين عام الجمعية العلمية لمهندسي الاتصالات إن هناك أهمية لمناقشة جدوى الشبكة الافتراضية للمجتمع المصرى فى ظل مستوى التشبع الحالى للمحمول. وأشار أبوقريش إلي أن هناك بعض الاقتراحات المقدمة حالياً لتقديم الخدمات عبر الشبكة الافتراضية ولكن بطريقة مختلة، ومنها اقتراح مقدم من قبل شركة "بوز آلن" الأمريكية لتخلى مشغلي الاتصالات - شبكات الاتصالات لشمال أفريقيا والشرق الأوسط - عن شبكاتهم واستبدال ذلك بتقديم الخدمات من خلال الشبكات الفرضية. يذكر أن شبكة المحمول الافتراضية هي شبكة اتصالات محمولة لا تملك طبقاً ترددياً ولا بنية أساسية خاصة بها لكنها تشترى دقائق من المكالمات من مشغل الاتصالات المرخص له والمالك للطيف الترددى ثم تعيد بيعها للعملاء تحت اسم وعلامة تجارية مختلفين. من "المشهد" الأسبوعى..