دعا عبد المنعم الهونى، مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية وسفيرها لدى مصر، جموع الشعب الليبي إلى الخروج في مظاهرة شعبية حاشدة يوم الجمعة المقبل فى مختلف المدن الليبية للتنديد بما وصفه بحملة تشويه الإسلام في البلاد. وقال الهونى: "هذا يوم يجب أن يسجله لنا التاريخ كمواطنين رفضوا المساس بقيمهم الدينية والحضارية وتشويه المجتمع الليبى". وحث الهونى كل المواطنين والمواطنات في ليبيا في بيان أصدره اليوم على الخروج للوقوف في مواجهة ما وصفه بهذا التيار الظلامى الذي يريد العودة بليبيا إلى العصور الوسطى وجرها للخلف بعد أن تخلصت وللأبد من ميراث الظلم والاستبداد الذي مارسه حكم الطغيان على مدى السنوات ال 42 الماضية.
واعتبر الهونى أن التصدي لهذا التيار الظلام المتسلط هي مهمة كل مواطن ليبي حر وشريف، داعيا الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم السياسية وتنحيتها جانبًا لمواجهة هؤلاء الذين وصفهم بالتتار القادم من المجهول.
وأضاف الهونى: "هذه لحظة تاريخية فارقة في تاريخ بلدنا ومجتمعنا وعلينا كمواطنين التصدي لمعاول الهدم والتخريب سوءًا باسم الدين أو النزعات العرقية أو القبلية".
وقال الهونى إن الاعتداء على الأضرحة وهدمها ونبش القبور هي أعمال إجرامية ليست من الإسلام في شىء، مشيرا إلى أن معظم الأضرحة التي تعرضت للتخريب والهدم هي لرجال وطنيين لا يشك أحد فيما قدموه من عطاء لليبيا على مدى تاريخها.
وأضاف: "أولا قبل أن يكونوا من الشيوخ وعلماء الدين وأولياء الله الصالحين، هم مواطنون ليبيون قدموا لبلدهم ومجتمعهم الكثير ومعظمهم كان من المرابطين على الثغور لحماية أمن وحدود البلاد، وليست هذه هي الطريقة المثلى لرد الجميل لهؤلاء الذين يفترض تكريمهم والمحافظة على تراثهم الدينى والإنسانى".
واستغرب الهونى صدور فتوى من بعض الشيوخ الآن ونحن في القرن الحادى والعشرين بهدم الأضرحة وشغل الناس بقضايا وهمية بعيدة تمامًا عن التحديات الجسام التي تمر بها ليبيا على مختلف المستويات وخاصة الأمن والاستقرار وبناء الدولة الحديثة والانطلاق إلى تحقيق كل ما قامت من أجله هذه ثورة السابع عشر من فبراير المجيدة من المطالبة بالحرية والديمقراطية ودولة المؤسسات والتنمية الشاملة.
ودعا الهونى أئمة المساجد وعلماء السلام في ليبيا إلى الاضطلاع بواجبهم الديني والوطني وحشد الجماهير في مواجهة هذا التخريب المتعمد الذي يسيء إلى صورة ليبيا في الخارج ويخصم من الرصيد الهائل للثورة الشعبية التي أطاحت العام الماضي بنظام الطغيان.
وحمل الهونى المجلس الانتقالي السابق برئاسة المستشار مصطفى عبدالجليل المسئولية عن تلك الأحداث المؤسفة التي شهدتها ليبيا مؤخرا، معتبرا أن هذه الأزمات هي من مخلفات المجلس الانتقالي الذي ترك هؤلاء يسرحون ويمرحون ولم يتخذ أى إجراء قانونى بحقهم حتى تجرأوا إلى هذا الحد المؤسف.
وقال الهونى هؤلاء: "لم يعاقبهم أحد بل إن المجلس الانتقالي رعاهم وحماهم لأسباب مشبوهة"، وتساءل أين قتلة الشهيد البطل الراحل عبدالفتاح يونس رئيس هيئة أركان الجيش الوطنى الذي اغتالته يد الغدر والخيانة وقتلوه ومثلوا بجثته ولم يقدم أيا من قاتليه للمحاكمة ولم تتخذ ضدهم أى إجراءات رادعة وحازمة.
كما انتقد الهونى سكوت المجلس وحكمته المؤقتة عن الاغتيالات التي تمت لبعض ضباط الجيش والأمن والمخابرات في الفترة الماضية، لافتا إلى أن هناك مخططًا مبرمجًا لتصفية الكوادر الأمنية والعسكرية لحساب أجندات خارجية مشبوهة تدار عبر عناصر داخلية لا تنتمى إلى تراب ليبيا. وأشاد الهونى بثورة السابع عشر من فبراير وبالإنجازات التى حققتها حتى الآن وآخرها الانتخابات الحرة النزيهة التى جرت مؤخرًا وأشاد بها العالم أجمع.