طالب اليوم الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر- الحكام العرب بالاستجابة لإرادة شعوبهم في الحصول على حقوقهم المشروعة، وأن يتذكرحكامنا أن كل قطرةِ دمٍ تُراقُ، هي أغلى من كل مناصب الدنيا وسلطاتها، وأن " كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه",ذلك انطلاقا من دور الأزهر في إعطاء النصيحة. وناشد الطيب الشعوب العربية في الاستمرار بالمظاهرات السلمية أسوة بما حدث بتونس ومصر, وأن يضربوا المثل في مراعاة العدل والإنصاف وسيادة القانون، بما يتفق مع حضارتهم ومعروف الإسلام الحنيف, محذرا من أعداء الإسلام الذين لم يجد العرب منهم سوى الأنانية والاستغلال. وينصح الطيب أولى الأمر في البلاد العربية والإسلامية أن يفطنوا إلى أن شعوبهم اليوم إنما تطلب الكرامة، والمساواة، والديموقراطية والشورى في تقرير المصائر، ومحاسبةالمسؤولين وضبط الموازنات، وفي هذا رحمة بالجميع، وحفاظ على السلم الاجتماعي، ونهوض بالإصلاح ورعاية لحقوق الحاكم والمحكوم، والقضاء على التدخلات الأجنبية المغرضة , والحكيمُ من قام بالإصلاح دون أن يطالبه به أحد. ويحذر الطيب العدو من غضب الشعب المصري الأبي الذي فاض به الكيل من تصرفات العدو الذي لا يراعي العهود ولا المواثيق، وينذره بيوم الحساب على ما اقترف من جرائم في الماضي والحاضر، ويحيي القوات المسلحة وقوات الشرطة ويشد على أيديهم ويترحم على شهداء الوطن ويتقدم بالعزاء لأهلهم وذويهم . كما يحيي شيخ الازهر شباب مصر الثائر الذين انتفضوا لكرامة وطنهم، ودماء إخوانهم، وأبدو من الوعي الحضاري في رفضهم للتصرفات الهمجية العدوانية ما لفت أنظار العالم إلي روح مصر الجديدة الثائرة، والتي سوف تضطر المعتدين إلى أن يحسبوا لها ألف حساب، ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾. وقال " نقول لهؤلاء اللاعبين بالنار: إن مصر اليوم غيرها بالأمس، وإنها تقف لهم - بكل قواها شعباً وقادة - بالمرصاد، ليدركوا أن الدم المصري والعربي أغلى من أن يذهب هدراً بلا قصاص" . وتقدمت مشيخة الازهر بالتهاني للشعب الليبي ليبيا على ما كتبه الله لهم من نصر وتأييد ومستقبل زاهر بالحرية والعدالة والديموقراطية.