تصاعدت المخاوف العالمية من احتمال تكرار أزمة الغذاء التي وقعت عام 2008 بعد أن كشفت بيانات أن أسعار الغذاء قفزت 6% الشهر الماضي وأقبل المستوردون على شراء محاصيل الحبوب الأمريكية، وهو الأمر الذى ساعد في رفع أسعار الذرة إلى مستويات قياسية. وقبل صدور تقرير حكومي مهم يوم الجمعة عن حالة محاصيل الذرة وفول الصويا الأمريكية التي ابتليت بأسوأ جفاف في أكثر من خمسة عقود حذرت منظمة الأممالمتحدة للغذاء والزراعة(فاو) من فرض حظر أو رسوم على الصادرات أو التوسع في الشراء بالصورة التي تسببت في تفاقم ارتفاع الأسعار منذ أربع سنوات. وقال عبد الرضا عباسيان كبير الاقتصاديين ومحلل الحبوب في الفاو لرويترز: "هناك احتمال بتطور الموقف مثلما حدث في 2007-2008. هناك توقعات باننا في هذه المرة تحديدا لن ننتهج سياسات سيئة ونتدخل بفرض قيود على الأسواق وما لم يحدث هذا فلن نشهد وضعا خطيرا مثلما حدث في 2007-2008 لكن لو تكرر تطبيق هذه السياسات فكل شيء وارد". ومما زاد من المخاوف حيال امدادات الغذاء العالمية ذكرت هيئة الأحوال الجوية الرسمية في اليابان يوم الجمعة أن بيانات مراقبة الطقس تشير إلى حدوث ظاهرة النينيو والتى أنه من المرجح أن تستمر حتى الشتاء المقبل. وحتى الآن تحجم معظم الحكومات عن التدخل في تجارة الغذاء، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي هذا الأسبوع إنه لا يرى ضرورة لفرض حظر على صادرات القمح كما فعلت موسكو عام 2010 لكنه لم يستبعد فرض رسوم على الصادرات بعد انتهاء عام 2012. وأضاف عباسيان أن وفرة امدادات الأرز وتباطؤ النمو الاقتصادي وأسعار النفط المنخفضة نسبيا تسببت في تعزيز ارتفاع الأسعار. لكن هناك مؤشرات على عمليات شراء كبيرة غير عادية وبناء مخزونات اضافية. وقفزت صادرات الذرة الأمريكية الأسبوع الماضي إلى ثاني أعلى مستوى لها في عشرة أشهر. وتضافرت عوامل عديدة بينها ارتفاع أسعار النفط وتزايد استخدام الوقود الحيوي وسوء الأحوال الجوية والقيود على سياسات التصدير وارتفاع أسعار العقود الآجلة للحبوب في رفع أسعار الغذاء عام 2007-2008 مما أسفر عن وقوع اشتباكات عنيفة في بلدان بينها مصر والكاميرون وهايتي.