أوشك الشهر الكريم شهر الرحمات والكرم والجود الذي يتضاعف فيه أجر الطاعات، على نهايته ما يدعونا الى اغتنام الايام المتبقية منه، فرمضان هو "أوكازيون الطاعات"، إذ إن كل عمل فيه مضاعف من صلاة وتراويح وقيام الليل الذى يشعرك بقربك بربك، وهو ما يجب ان نتوقف عنده كثيرا لان الله يقول :{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً }. ناشئة الليل تعطى الانسان قبسًا سماويًا رائعًا، ولذلك ليتنا نتعود عليه في هذا الشهر الكريم، وفي ذلك قال احد الصالحين :" عالجت قيام الليل سنة وتنعمت به عشرين سنة "، فياليتنا نعود عليها نفسنا ونكسب طاعة جديدة فى شهرنا المبارك ، وياليتنا نكثف الصدقات وننفق أكثر. يا أحبابى: انقسم الناس فى هذا الأمر إلى ثلاثة انواع: أناس قالوا نخرج المال كله وأناس اكتفوا بالزكاة وأناس قدموا الزكاة وكل ما يحتاجه الفقير، فياليتنا نكون ممن قال الله فيهم "اإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"، فنقدم هذا المال ابتغاء وجه الله، واعلموا ان المال ميال والذهب ذهاب والفضة انفضاض، ولا يبقى الا وجه الله و" الكفن ليست له جيوب ". في هذه الأيام المباركة يجب على كل منا أن يعيد النظر في سلوكياته وأخلاقه وأن نسير بتعاليم الاسلام الشامل، والذي قال "تبسمك فى وجه اخيك صدقة" وقال"اتق محارم الناس تكون أعبد الناس"، نريد أن نغير من السلوكيات، فنحب بعضًا، لنوحد الأمة من جديد، ولتكن مصر هي البداية. لا نريد هذه الفرقة الموجعة التي نراها بعد الثورة، فالهدف الاكبر للثورة هو توحد المصريين .. الثورة جاءت لتجمعنا وتوحدنا؛ الغني والفقير المسلم والمسيحى.. الكل كان يتجاور فى ميدان التحرير، ونحتاج منهم اليوم أن يشتغلوا فى مصنع واحد. رمضان يا أحبابي فرصتنا للعمل، فرصتنا لنوحد مصر و اأامة كلها .. نريد أن يشعر العالم أن لنا دورًا ايجابيًا، فقد ضيعنا نفسنا، عندما تصورنا أن الإسلام مظهر وتركنا الجوهر. يا أحبابي انظروا للجوهر، فمصر تحتاج المسلم الحقيقى الذى يعتنى بالمظهر والجوهر، مصر تحتاج وقفة كي نتصدى لمحاولات هدم الإسلام، وتخريب مصر.