عدت اليها بعد أكثر من 38 عاما من خروجى أو بالأحرى تخرجى منها عام 1977 . .. إنها كلية الإقتصاد والعلوم السياسية التى تشرفت بقضاء 3 ساعات فيها مؤخراً بدعوة كريمة من الصديقة الباحثة سماء سليمان لحضور مناقشة رسالتها للدكتوراة والتى حصلت عليها ولله الحمد بتقدير امتياز مع التوصية بطبع رسالتها وتبادلها مع الجامعات الاخرى،الرسالة دارت حول المحاكم الجنائية الدولية الخاصة.. المحكمة الخاصة بلبنان نموذجا...من أهم الاراء التى طرحها الاستاذ الدكتور احمد محمد رفعت،استاذ القانون الدولى وسفير مصر الأسبق لدى اليونسكو ورئيس لجنة المناقشة أن المجتمع الدولى لم يتوصل حتى الآن لتعريف الارهاب وبالتالى فإن الإرهاب حتى تاريخه لا يعد من الجرائم الدولية وان محكمة لبنان الخاصة محكمة سياسية بامتياز وتساءل لماذا لم يأمر مجلس الأمن بتشكيل محكمة خاصة للتحقيق فى اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات أو النائب العام السابق هشام بركات جريا على ما أمر به بعد اغتيال رفيق الحريرى. وبعيداً عن الإرهاب والرسالة التى كنت أتابعها وعشرات الذكريات تهاجمنى وتتراقص أمامى شحما ولحما...تذكرت فرحتى التى لا توصف وانا أقف فى طابور طويل مع زملائي كلهم لإستلام مكافأة التفوق(84 جنيها فى السنة بمناسبة حصولنا على أكثر من 80%فى الثانوية العامة بواقع 12 جنيها على مدى 7 شهور)بعد نحو 3 شهور من دخولنا الكلية ومن ثم حصلت على 36 جنيها عدا ونقدا عام 1973 اشتريت منها ملابس لى وهدايا لأبى وأمى واشقائي علما بأن الجنيه وقتها كان يحتفظ بجزء كبير من عنفوانه وشموخه. تذكرت حضورى مناقشة رسالة الماجستير حول النظام السياسى الهندى فى عصر نهرو لمعيدى وعميد الكلية بعد ذلك الأستاذ الدكتور كمال المنوفى رحمة الله عليه،وتذكرت عندما وقفت أمامه فى قاعة البحث اشرح بحثى عن دور المدرسة الابتدائية فى التنشئة السياسية...استعدت ملامحه الطيبة الأصيلة التى يمكن أن تراها فى كل قرى مصر ولذلك لم يكن غريبا أن تكون رسالته للدكتورة عن الثقافة السياسية للفلاحين المصريين. تذكرت الأستاذ الدكتور محمود خيرى عيسى،أستاذ العلوم السياسية رحمة الله عليه وهو يرحب بنا فى المدرج رقم واحد ويأخذ بيدنا بكل الحب الى عالم الجامعة...وتذكرت الأستاذ الدكتور رفعت المحجوب،أستاذ الإقتصاد وهو يحدثنا عن المنفعة الحدية والبرتقال...وتذكرت الدكتور إبراهيم صقر،أستاذ العلوم السياسية وهو يحدثنا عن الصاروخ الروسى وتوازن الرعب النووى. وتذكرت مجمع العلوم السياسية الدكاترة حامد ربيع ،أستاذ النظرية السياسية والفكر السياسى والرأي العام والإعلام والعلوم السلوكية رحمة الله عليه...استعدت طلعته المهيبة وأسلوبه الساخر واوصافه التى لم يسبقه اليها أحد فهو من وصف الرأى العام بأنه مثل المرأة اللعوب التى لا تثبت على حال والتى تتغير وتتلون وتتبدل وتتحول من مع إلى ضد ومن حبيبة إلى عدوة أو على الأقل متجاهلة وتذكرت الأساتذة الشبان وقتها من خريجى الكلية الدكتور على الدين هلال الذى بدأ لنا واضحا انه سيكون الجوكر أو الحصان الأسود بحماسه وذكائه والدكتور فاروق يوسف رحمة الله عليه أستاذ الاجتماع السياسى والذى استعيد كثيرا عنوان رسالته للدكتوراة لاهميته لكل من أراد أن يتدبر ويعتبر(العلاقة بين الحرمان الاقتصادى والاستقرار السياسى) ويالها من علاقة. المناقشون لرسالة الدكتورة سماء تذكروا وذكرونى باستاذ كرسى القانون الدولى العلامة عز الدين فودة رحمة الله عليه.....تصوروا مع هذا الكم الرفيع المستوى من الأسماء التى ذكرتها جرت المناقشة فى قاعة تحمل اسم (ساويرس)يبدو أن للضرورة احكام. المشهد .. درة الحرية المشهد .. درة الحرية