توصلت أبحاث طبية جديدة، إلى أن عقار "ميتفورمين" المادة الفعالة لأدوية مرض السكرى، يمكن أن يكون العقار الأول لمحاربة التقدم في العمر، حيث أنه يمكّن كبار السن من الحياة حتى 120 عامًا. طبقا لاراء الخبراء .. فان العقار يمكنه أن يحسن صحة الإنسان ويزيد من عمره كما يمكنه مقاومة الأمراض المصاحبة لتقدم العمر كالالزهايمر وشلل الرعاش. يعتقد العلماء أن ال"ميتفورمين"، العقار الأكثر انتشارًا في العالم في علاج السكرى، سيكون مرشحًا جيدًا لأن يكون العقار الأول لمحاربة التقدم في العمر، واستندوا في اعتقادهم، أن الاختبارات التي أجريت على الحيوانات، أظهرت قدرة العقار على مكافحة الشيخوخة. ميتفورمين الذي يمنع انتاج الجلوكوز من الكبد وإخراجه للدم، ويزيد حساسيته للأنسولين، اُستخدم لأكثر من 6 عقود، لمعالجة داء السكري، ويعتبر العقار الآمن للبشرية، ولكن الأبحاث التي أُجريت حديثًا على سلالات من الفئران وأنواع معينة من الديدان، أظهرت قدرته على إبطاء عملية التقدم في العمر وتحسين الصحة أكثر من السابق. في ذات السياق، سجل العلماء في جامعة كارديت البريطانية، ملاحظات أفادت أن المرضى الذين يتم معالجتهم بعقار "ميفورمين" لعلاج داء السكري، يعيشوا فترة أطول من المتوقع، حتى أطول من الذين لا يعانون من المرض. يتجه الخبراء إلى انشاء أول عيادة للعمل على تجربة المشروع، العام المقبل، والذي سيُطلق عليه "استهداف الشيخوخة" بواسطة الميتفورمين"، لمعرفة ما إذا يمكن استخدام العقار على البشر. يأمل الباحثون أن يكون المشروع إنطلاقة قوية وبداية حقيقية بعد أبحاث أجريت على مدار عقود طويلة للوصول إلى عقار مضاد للشيخوخة. من المقرر أن تُجرى الدراسة على 3000 مسن ومسنة بالولايات المتحدةالأمريكية، ما بين عمر 70 إلى 80 عامًا، من المصابين بأمراض السرطان، والقلب، وأمراض الأعصاب التي تسبب تأخر عقلى، أو المرضى الذين لديهم مجموعة من الأمراض . سيتم تجربة العقار على الأفراد، ومراقبتها لمعرفة ما اذا كان له تأثير وقائي على الأمراض، وتأثيره على أعمار المشاركين. وبالفعل أعطت منظمة إدارة الغذاء والدواء الامريكية، موافقتها على إجراء التجارب. الآثار العلمية لنجاح التجارب على الإنسان، ستكون عميقة ، إذا ما تم مقارنتها بالأبحاث التي أجريت الحيوانات، وهو ما يعني أن الذين تتراوح أعمارهم بين 70 عامًا ممن كانوا يتناولون عقار ال"ميتفورمين" قد يكونوا في نفس العمر البيولوجي والصحة والقوة كما الأشخاص الأصحاء في عمر ال50، هذا ما قاله الباحثون. وأضاف الباحثين :"وهو ما يعني أنه يمكن أن يُنظر للشيخوخة قريبًا على أنها "إضطراب" يمكن أن يُعالج بالأدوية التي تقاوم الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وإبطاء عملية التقدم في العمر." يعتقد الباحثون أن العقارات الأخرى التى يمكن أن تكون أكثر فاعلية من الميتفورمين لمقاومة الشيخوخة، سوف تلجأ للميتفورمين، خاصة أنه أثبت أنه آمن على البشرية بعد استخدام 6 عقود من الزمن. يقول الدكتور جوردون ليسجو، خبير في مكافحة الشيخوخة في معهد "بانك" لأبحاث مكافحة الشيخوخة، كاليفورنيا :"إذا استهدفت عملية الشيخوخة واستطاعت ابطاءها مع إبطاء جميع الامراض بجانب أمراض الشيخوخة، فأنت بذلك أحدثت ثورة علمية لم يسبق لها مثيل."