بعد إعلان رئيس الدورة ال70 للجمعية العامة للأمم المتحدة موغينس لوكيتوفت، فوز مصر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن عن الاتحاد الإفريقى، في التصوت الذي جرى اليوم الخميس، بمقر الجمعية بنيويورك، فإن نفوذ القاهرة وتداخلها مع الدول بات أقوى من ذي قبل. مجلس الأمن يتكون من خمسة أعضاء دائمين هي (أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين)، وهي الدول التي لها حق الفيتو (حق إجهاض أي قرار يصوت عليه المجلس)، بالإضافة إلى عشرة أعضاء غير دائمين يمثلون خمس كتل إقليمية داخل المجلس، ومن ضمن العشرة أعضاء تنص اللوائح بأن يتم انتخاب دولة عربية من الكتلة الإفريقية أو الآسيوية وعادة ما يتم ذلك بالتناوب ما بين الكتلتين. وعقدت الخارجية المصرية منتدى لمندوبي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في نهاية أغسطس الماضي بمدينة العلمين لإطلاعهم على جهود مصر حال فوزها. سبق أن نالت مصر عضوية غير دائمة في مجلس الأمن خمس مرات منذ إنشاء المجلس عام 1946، وفي العام الأول من إنشاء المجلس قدمت مصر مقترحًا لإقناع المجلس بإصدار قرار يلزم القوات البريطانية والفرنسية بالانسحاب من الأراضي السورية واللبنانية، وهو الطلب الذي رفضه المجلس. وفي ثاني دورة لها في عامي 1949-1950، كانت مصر جزءًا من المجلس الذي أصدر القرار رقم 83، والذي نص على مساعدة كوريا الجنوبية عسكريًا ضد هجوم كوريا الشمالية، والذي اتضح فيما بعد أنه مجرد مناورة من الولاياتالمتحدة لإعطاء الشرعية لشن هجوم على الشمال، ووقتها لم تشارك مصر في التصويت على القرار. أما في عامي 1961-1962، فكانت الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) عضوة في مجلس الأمن وأيدت قرارات المجلس للحد من الحروب الأهلية ودعم استقلال دول إفريقيا آنذاك، وفي المقابل تنحت الجمهورية العربية المتحدة عن التصويت في كل ما يخص انتهاكات الدولة الإسرائيلية لفلسطين والدول المجاورة وذلك لرفضها الاعتراف بدولة إسرائيل بشكل عام، آنذاك. ثم انضمت مصر لمجلس الأمن مرة أخرى عام 1984، ودعمت وقتها جهود المجلس لإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان وانسحاب القوات الإسرائيلية مرة أخرى، من خلال تصويتها على تمديد عمل قوات حفظ السلام بالمنطقة. وأخيرًا، وفي عامي 1996-1997 دعمت مصر جهود الأممالمتحدة في نشر عملية السلام في يوغوسلافيا، وإنهاء احتلال العراق لدولة الكويت، بينما أيدت جهود المجلس للضغط على المغرب لإعطاء سكان الصحراء الغربية حق تقرير المصير وإنهاء النزاع حول المنطقة، وهو الدعم الذي بدا مثيرًا للجدل كون مصر ممثلة للدول العربية الأخرى ومصالحها داخل مجلس الأمن.