نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن ضابط درزي في الجيش الإسرائيلي قوله أن "الدروز سيتركون الخدمة العسكرية إذا استمرت إسرائيل في إسعاف مسلحين الجماعات المتطرفة"، ويقول الدروز ان اسرائيل تسعف مقاتلي جبهة النصرة في سوريا،وطالب دروز إسرائيل المسعفين بأن يتحققوا من أن المصابين الذين ينقلونهم إلى الأراضي الإسرائيلية، ليسوا أعضاء في جماعات متشددة تهدد الدروز في سوريا. وكان سكان قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، قد رشقوا بالحجارة، سيارة إسعاف للجيش الإسرائيلي، كانت تقل جريحين من المعارضة السورية المسلحة، مما أدى إلى مقتل أحدهما، وإصابة الآخر بجروح خطيرة، وقالت الشرطة والجيش الاسرائيليين إن السوري الثاني يخضع للعلاج في مستشفى إسرائيلي، وحالته ليست خطيرة، بينما تعرض اثنان من طاقم سيارة الإسعاف العسكرية الإسرائيلية لإصابات طفيفة. بينما قال "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي "لن نسمح لأحد بتطبيق القانون بيديه، ولن نسمح لأحد بمنع جنود إسرائيليين من أداء واجبهم، وأدعو زعماء الدروز للتدخل على الفور لتهدئة التوتر". وأكد نتنياهو ضمنيا أنه لن يتدخل لصالح الدروز في الجنوب السوري، وإن كان محللون يرون أن الجزم في الأمر ليس بالسهولة التي تتحدث بها الحكومة الإسرائيلية خاصة وأنها تواجه حراكا احتجاجيا لإثيوبيي إسرائيل، وهي لن ترغب في توسيع دائرة المحتجين. وتعهد نتنياهو بملاحقة الدروزالذين هاجموا سيارة إسعاف عسكرية، وقال في بيان "أنظر إلى هذا الحادث ببالغ الخطورة، سنعثر على من قام بذلك وسنقدمهم للعدالة"، وأضاف "نحن دولة قانون ولا علاقة لنا بالفوضى التي تتفشى من حولنا" داعيا قيادات الدروز في إسرائيل إلى العمل على تهدئة الأوضاع والسيطرة على الأمور. ومن جانبه اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعالون" في بيان أن ما حدث يعد جريمة قتل، مشددا بالقول "لن نتمكن من تجاهل ذلك، وستتعامل سلطات الأمن مع ذلك بحزم.وأصدرت القيادة الدرزية العليا في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، بيانا دعت فيه إلى التهدئة، والتصدي لما وصفته ب"نداءات النحريض". وقالت السلطات الاسرائيلية أمس الاثنين إن دروزًا إسرائيليين سدوا الطريق أمام سيارة اسعاف تابعة للجيش الاسرائيلي تنقل جرحى من المعارضين السوريين، وذلك على مشارف قرية حرفيش الدرزية بشمال اسرائيل. وقال المتحدث إن سيارة الاسعاف ابتعدت بينما رجمها سكان حرفيش بالحجارة، وأن رجلا يبلغ 54 عامًا أصيب بعد ان صدمته سيارة عسكرية، وامتنع الجيش الاسرائيلي عن الخوض في تفاصيل هويات السوريين الذين كانوا في سيارة الاسعاف، ويقول الدروز إنهم من عناصر جبهة النصرة. والدروز في إسرائيل هم أقلية عربية يبلغ عددها 130 ألفا، ويشارك العديد من أبنائها في صنع القرار، كما أن المئات منهم يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي وحرس الحدود (كانت خدمتهم تعتمد على التطوع الفردي بادئ الأمر، ثم أصبحت جزءا من نظام الخدمة الإجبارية). ولئن يتشبث معظم الدروز بانتمائهم إلى إسرائيل إلا أن العديد منهم يكنون الولاء للنظام السوري، كما أنهم يتميزون بقوة انتمائهم إلى طائفتهم وهو ما يفسر رد فعلهم الآخذ في التصاعد تجاه الحكومة الإسرائيلية، مع تزايد التهديدات لدروز سوريا. ويرفض الدروز قيام تل أبيب بمعالجة جرحى ينتمون إلى المعارضة السورية على أراضيهم، فضلا عن مطالبتهم لحكومتهم بالتدخل عسكريا لحماية أبناء طائفتهم في بلدة حضر المحاصرة من قبل جماعات إسلامية من ضمنها النصرة، وأيضا في محافظة السويداء التي تشهد معارك كر وفر في محيطها، وكانت إسرائيل اعترفت بمعالجتها لأكثر من 1600 معارض سوري على أراضيها على مدى الأربع سنوات الماضية، كما أكدت أن تدخلها لصالح دروز سوريا لن يتجاوز استقبالهم في حال تعرضوا لمجازر. وتعول تل أبيب لنزع فتيل التوتر مع الدروز على مشايخ الطائفة، وأكد في هذا الصدد الشيخ موفق طريف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل أنه تم عقد اجتماع طارئ للقيادات الدرزية الدينية والمدنية في إسرائيل و"أدانت بشدة هذه الأعمال". وقال طريف "هذا ليس أسلوبنا، يؤلمنا الذي حدث" ووصف الهجوم "بالعمل المشين الذي ارتكبه خارجون عن القانون"، موضحا أن "الديانة الدرزية والقيم والتقاليد تمنع إلحاق الأذى بالمصابين". وفي حال فشل تدخل المشايخ وهو أمر متوقع في ظل الانقسام بينهم حول كيفية معالجة وضع الطائفة في سوريا، فإنهم سيكونون بين خيارين أحلاهما مر، إذا ما تم التعرض لدروز سوريا، وهو إما التدخل في شكل ضربات انتقائية وما يعنيه ذلك من تورط مباشر في الأزمة السورية وإما البقاء على الحياد وبالتالي مواجهة تصعيد درزي في إسرائيل. ويدرك النظام السوري هذا الوضع الصعب الذي تجد فيه إسرائيل نفسها، وهو ما يجعله يركز على هذه الورقة المهمة وربما الأخيرة لديه، من خلال محاولة اللعب على إثارة الفتنة الطائفية بين العرب السنة والدروز في الجنوب. ويظهر ذلك من خلال قيام أجهزة أمنية تابعة للنظام باستهداف بعض مناطق في محافظة السويداء، أكبر تجمع للطائفة الدرزية في سوريا، بقذائف هاون، ما أدى إلى إصابة عدد من الدروز وتحميل سكان درعا، عرب سنة، مسؤولية الأمر.