عادل جندي يرحب بإصلاحات السيسي ويحذر من "تغول سلفي" اعتبار مشاركة أجهزة الأمن في الجلسات العرفية تغييبا للقانون وشرعنة للتهجير "الإبادة الثقافية " خطوة أولى نحو "الإبادة الجماعية "وهزيمة داعش ايديولوجيا أهم من هزيمتها عسكريا بدأت منظمة " التضامن القبطى " اليوم مؤتمرها السادس فى مبنى الكونجرس الامريكى و الذى ينعقد تحت عنوان " مائة عام على مذابح الارمن .. و مازال مسيحيو الشرق الأوسط يواجهون الابادة " فى الفترة من في الفترة من 11 حتى 13 يونيو الجاري". .. يضم المؤتمر شخصيات من مختلف انحاء العالم و سفراء و أعضاء من الكونجرس الأمريكى و نخبة من المهتمين بالشأن المسيحى .. افتتح المؤتمر رئيس منظمة التضامن القبطي عادل جندي رحب فيها بدعوات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإصلاح الخطاب الديني مشيرا الى انه يجب تفعيل تلك الدعوات لتتخذ شكل الاجراءات .. و يجب ايضا السيطرة على المد السلفى الذى قد يحتل مكان المد الاخوانى .. فالملاحظ الان هو وجود اتجاهات لدى البعض لفرض هيمنة اتجاهات السلفيين في المجال العام .. و مع قرب الانتخابات قد يؤثر ذلك سلبا فى نتيجة الانتخابات البرلمانية وتناول جندى ايضا الخطاب الدينى موضحا :" يتعرض الأقباط لخطابات كراهية ، و للتهجير القسرى حال وقوع حادث طرفيه احدهما مسلم و احدهما مسيحى .. وكل هذا يحدث بمباركة من بعض أجهزة الدولة فحينما تشارك اجهزة الامن فى جلسات الصلح العرفى فإنها ضمنيا تقوم بتغييب القانون و تشرعن التهجير ، مما يتسبب في زيادة الإحباط والفزع بين الأقباط الذين عقدوا الامال على الرئيس السيسي فى تحسين اوضاعهم عن العقود السابقة التى تعرضوا خلالها للغبن . و تناول عادل ما يجرى لمسيحيى العراق و سوريا على يد تنظيم داعش و تأثيره على مسيحيى الشرق الاوسط قائلا : " تنظيم "داعش "، اصبح تنظيما وحشيا .. ذو أيديولوجية تعد هى النتاج الطبيعي للإطار السائد للعقول فى المنطقة ؛ لذلك فان هزيمة الجهاديين عسكريًا أمر ضروري ، لكنه غير كاف ، لان الهزيمة الأيويولوجية أكثر أهمية. وهذا يتطلب مواجهتها بشجاعة، بلا مهادنة". وطرح عادل جندى نقاطا محددة تشكل محنة المسيحيين في المنطقة اولها .:" " «الإنكار» وهو دائما جزء لا يتجزأ من الإبادة الجماعية ، على حد قوله ، حيث تشوه بعض الأطراف الحقائق بإنكار هذه الجرائم .. و يتمثل الإنكار في أشكال عدة، بينها اتهام الضحايا باختلاق قصص من أجل تحقيق مصالح شخصية ، أو وصف ما حدث بأنه لم يكن متعمدا وأن أطرافًا عدة تعاني ، أو إلقاء اللوم على الضحايا إذ يتم الزعم أن «أفعالهم» هي التي أدت إلى ما يواجهونه. وفي جميع الحالات، يتم تجنب الإقرار بالحقائق، ربما خوفا من العواقب". وأضاف عادل : " الإنكار يتضمن أيضا رفض حقوق جماعة معينة بسبب "هويتها"، وليس فعلتها. ففي الواقع، فإنه إذا أصبحت جماعة ما هدفا مستمرا لخطاب الكراهية والحرمان من حقوقها، ستصبح الإبادة الجماعية لها أسهل وأكثر تبريرا. وعلاوة على ذلك، فإن الافلات من العقاب على الإبادة الجماعية يشجع على تكرار ابادات مماثلة ، بل ستكون أكثر شراسة". موضحًا "أن المذابح العثمانية بحق الأرمن شجعت هتلر على الهولوكوست، وكلاهما وضعا مثلا لل Nazislamists، أو ما يوصف بالنازي إسلاميين امثال داعش و بوكو حرام ، الذين أصبحت أيديولوجيتهم أكثر ميلا للإبادة الجماعية. وفضلا عن أعمالهم البغيضة، وعدم اكتراثهم الواضح بالعواقب، فإنهم يعملون تحت حملات دعائية ضخمة وبكل فخر، وكأنهم يقولون للعالم كيف أنهم يبثون الرعب في قلوب "أعداء الله" ويقضون عليهم". الابادة الثقافية ضمن اهم النقاط التى طرحها عادل جندى حول محنة المسيحيين هى الإبادة الثقافية موضحا :" الابادة الثقافية جزء من الإبادة الجماعية. فالأمر يتجاوز تدمير الآثار والمقتنيات التاريخية ، إلى تدمير جماعة عرقية أو دينية أو وطنية من خلال الأعمال التي تهدف أو تؤدي إلى حرمانهم من كرامتهم وهويتهم وقيمهم، أو تراثهم، وتجريدهم من أراضيهم أو مواردهم، وتهجيرهم من وطنهم واستخدام الدعاية ضدهم. وهدف الجهاديين من الإبادة الثقافية لأقليات المنطقة يعني ببساطة، محوهم للتاريخ بل والعودة بالإنسانية إلى "العصر الحجري". ويتابع جندي :" أغلبية سكان الشرق الأوسط يرغبون أن يكونوا جزءا من العالم الحديث، فالحداثة رغم ما تحمله من مخاطر بسبب تلاعب الإسلاميين بها لصالحهم، فإنها تحمل وعدًا بمنح كل مواطني المنطقة إمكانية الحرية والاستقلالية الشخصية. فلم تعد مؤسسات الدولة وتلك الدينية تحتكر تشكيل طريقة تفكير الناس وأفعالهم. وفي هذا الصدد فإن الأقباط وغيرهم من الأقليات الدينية لديهم قدرة خاصة على المساعدة في إحداث تغيير إيجابي. ولا بد من التمسك بهذا الأمل"