قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها اليوم الاثنين، أنه على الرغم من الانتقادات التي انهالت على القوات العراقية داخل أروقة الكونجرس الأمريكي وداخل معاهد بحوث السياسة، إلا أن تصريحات وزير الدفاع الامريكي "آشتون كارتر" تعد الأقوى التي تصدر عن عضو بالإدارة الأمريكية حتى الآن بشأن عجز القوات العراقية المتكرر عن استعادة الأراضي من أيدي داعش. ولفتت إلى أن بعض أعضاء الكونجرس، من بينهم السناتور الجمهوري "جون ماكين" طالبوا الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بالسماح للقوات الأمريكية بمرافقة القوات العراقية في ساحة القتال ضد داعش، وكرر ماكين الذي يشغل منصب رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، امس الأحد دعوته لإرسال قوات برية أمريكية، بما في ذلك قوات العمليات الخاصة، إلى العراق. أماصحيفة ال"واشنطن بوست" فعلقت على تصريحات كارتر بقولها "رغم وصف الرئيس أوباما للخسائر التي منيت بها القوات العراقية بأنها "انتكاسة تكتيكية" وأن الاستراتيجية الشاملة للإدارة الأمريكية في العراق وسوريا لن تتغير، جاءت تعليقات كارتر لتطرح مشاكل أعمق تواجه القوات العراقية". وقالت الصحيفة إن سقوط الرمادي تكشف وجود تحدي اكبر في مواجهة اوباما، من قبل داعش في كل انحاء الشرق الاوسط، مشيرة الى إصرار اوباما على رؤيته ان دعم وتدريب قوات برية عراقية فقط مدعومة بغارات جوية أمريكية، كفيلة بهزيمة مقاتلي داعش الذين اكتسبوا أراضي ومجندين جدد في "اليمن وليبيا وسوريا والعراق"،وقالت الصحيفة انه من "الصعب الآن إيجاد شركاء محليين - خاصة من السنة - في منطقة مزقتها مستويات غير مسبوقة من الطائفية". واشارت الواشنطن بوست الى ما قاله اوباما في حواره مع مجلة اتلانتيك، حيث جاءت اجاباته هزيلة على اسئلة من نوعية "كيف نخلق مناخا مايكون فيه أشخاص من مختلف المذاهب الطائفية على استعداد لتقديم تنازلات؟"، موضحة إن هذه التساؤلات تثبت مدى الحيرة التي تنتاب الإدارة الأمريكية خاصة في العراق، حيث القبائل السنية غير مستعدة بشكل كبير لمحاربة داعش نيابة عن حكومة في بغداد يهيمن عليها الشيعة، والتي "يعتقد السنة أنها تعمل على قمعهم". وكان كارتر قد صرح لمحطة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكيةإن "عدد القوات العراقية كان يفوق القوى المعادية في الرمادي إلا أنهم فروا من المدينة وتركوها لكي تحتل، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة تركز جهودها حاليا على توفير التدريب والمعدات والدعم لقوات الجيش العراقي لتحفيز إرادة العراقيين على التصدي لداعش، حيث أن العراقيين وحدهم هم الذين يجب أن يتصدوا لداعش"، ودافع كارتر عن الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، مشددا على أن الغارات الجوية لا يمكن أن تكون بديلا عن إرادة القوات العراقية لمحاربة التنظيم، لافتا إلي أن وزارة الدفاع الأمريكية لم توصِي بإرسال قوات برية أمريكية إلى العراق.